الإثنين, 16 يونيو 2025 09:19 AM

مستقبل التراث السوري بعد الحرب: ورشة عمل تبحث التحديات وخطط الحماية

دمشق-سانا: بالتعاون مع مبادرة قسطاس، نظّمت وزارة الثقافة ورشة عمل تخصصية تحت عنوان "التراث الثقافي في سوريا بعد الحرب.. العقبات والصعوبات". تهدف الورشة إلى إعداد خطة وطنية شاملة لتطوير آليات العمل في مجال التراث الثقافي السوري، في ظل الأضرار الواسعة التي لحقت بمختلف مكوناته المادية وغير المادية.

ناقش المشاركون في الورشة مجموعة من القضايا الهامة التي تؤثر على هذا القطاع الحيوي، بما في ذلك الجوانب الأمنية واللوجستية والإدارية والتشريعية والقانونية، بالإضافة إلى التحديات المجتمعية والاقتصادية والمخاطر البيئية والطبيعية التي تهدد المواقع الأثرية والعناصر اللامادية للتراث.

وشكّلت الورشة منصة حوارية لتبادل الأفكار ووضع تصورات لتطوير آليات العمل المشترك بين المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، بهدف صياغة مشروع وطني يعزز الهوية السورية الجامعة ويواكب تطلعات السوريين نحو مرحلة جديدة من التعافي الثقافي والمؤسساتي.

الوزارة: الانفتاح على الشراكة المجتمعية

أوضحت معاون الوزير لونا رجب في تصريح لـ سانا أن الورشة تأتي ضمن سلسلة من الجهود التي تبذلها الوزارة لتشخيص واقع التراث الثقافي السوري، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني التي اكتسبت خبرة ميدانية واسعة خلال السنوات الماضية، وذلك ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تكامل أدوار المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني في حماية التراث وخدمته.

قسطاس: أدوات تحليل حديثة وسياسات قائمة على الأدلة

أشار عبد السلام التيناوي، المدير التنفيذي لتنوين ميديا وأحد المبادرين في قسطاس، إلى أن المبادرة تعتمد على أدوات تحليل وتقنيات حديثة في تقييم المخاطر، من خلال جمع الأدلة والبيانات وتقديمها إلى الجهات الفاعلة على المستويين الوطني والمحلي، لاتخاذ قرارات مستنيرة.

وأضاف التيناوي أن قسطاس تسعى أيضاً إلى ربط السوريين في الخارج بالداخل للاستفادة من خبراتهم في مجالات متعددة، بما في ذلك التراث الثقافي، لوضع أسس مستدامة لإعادة الإعمار تعتمد على الشراكة والمعرفة.

قسطاس تمثّل سوريا في مؤتمر دولي بجنيف

أوضح بلال خلقي، مدير مكتب تنوين في دمشق وأحد المبادرين في قسطاس، أن المبادرة تطمح إلى أن تكون ممثلاً فاعلاً لسوريا في قضايا الصحة العامة والزراعة والمياه والتراث الثقافي. وأشار إلى مشاركة مرتقبة في مؤتمر دولي بجنيف في تموز المقبل، حيث سيتم عرض تحديات واحتياجات هذه القطاعات، بما في ذلك ملف التراث الثقافي السوري.

المجتمع المدني: حماية التنوع والهوية

أكّد عبد الله الحافي، من منظمة LACU، أن التراث الثقافي السوري قد تضرر بشدة جراء الحرب، مما أثر بشكل كبير على الهوية الثقافية للسوريين. وأشار إلى أن الورشة مثلت فرصة لتشخيص التحديات الراهنة التي تواجه قطاع التراث، والبدء في التفكير في حلول واقعية، في ظل وجود تصورات تعتبر التراث أقل أولوية مقارنة بملفات أخرى. وشدّد الحافي على أن الحفاظ على هذا التراث ضروري لحماية التنوع الثقافي في سوريا، ويتطلب مواجهة خطابات الكراهية والتنميط، ورفض أي سردية تستبعد مكونات المجتمع، انطلاقاً من الإيمان بأن سوريا يجب أن تكون وطنًا يتسع لجميع أبنائها.

شارك في الورشة معنيون في وزارة الثقافة من مديرية الآثار والمتاحف ومديرية التراث اللامادي، إلى جانب ممثلين عن منظمات المجتمع المدني من مختلف المحافظات، وعدد من الباحثين والمهتمين بالشأنين الثقافي والحقوقي.

مشاركة المقال: