هل نختار الوقوف مع الغرب الإمبريالي وكيانه العبري أم ندعم من يواجه هذا الغرب و"إسرائيل"؟ منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، اتهمت أنظمة الخليج إيران بتصدير "الثورة الخمينية الشيعية"، وادعت أنها حليف سري للكيان الصهيوني.
لاحقًا، ساهمت حرب العراق على إيران وحرب الكويت في تأجيج العداء الطائفي في المنطقة، وبلغت ذروتها في سنوات الربيع العربي. اليوم، نرى تحالفات بين بعض الأنظمة العربية والكيان الصهيوني ضد غزة والضفة الغربية ولبنان، وبشكل غير مباشر ضد إيران.
تنتشر القواعد الأميركية والبريطانية في العديد من الدول العربية المجاورة لإسرائيل، بالإضافة إلى التنسيق بين بعض العواصم العربية وواشنطن وباريس، حليفتي "تل أبيب". يتم التذرع بالبرنامج النووي الإيراني، في حين تتجاهل هذه الدول سعيها لامتلاك السلاح النووي منذ الخمسينات، بدعم من الغرب عندما كان الشاه حليفًا لإسرائيل.
تتعاون هذه الأنظمة مع الكيان الصهيوني ضد اليمن، وتدعمه في عدوانه المستمر منذ عام 2015، وذلك بسبب تضامن اليمن مع الشعب الفلسطيني. وتراقب القواعد الأميركية في الخليج وتركيا وباكستان إيران، في حين لا يعترض أحد على امتلاك باكستان للسلاح النووي لأنها حليف "سني" لأميركا.
القضية ليست قضية شيعة أو سنة، بل هي قضية موقف: هل نختار الوقوف مع الغرب الإمبريالي وكيانه العبري، أم ندعم من يتصدى لهذا الغرب و"إسرائيل"، التي أثبتت أنها العدو المشترك للمنطقة؟ لقد نجح الغرب في زرع الفتنة بين شعوب المنطقة، والمسؤول عن ذلك هي الأنظمة العربية والإسلامية المتواطئة مع الكيان العبري.
إيران هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ولو لم تفعل ذلك، لكانت "مُدللة" لدى الغرب كما كانت في عهد الشاه. لم يتحدث أحد آنذاك عن شيعية إيران وبرنامجها النووي، ولكن بعد طرد الإمام الخميني للسفارة الإسرائيلية ودعمه للشعب الفلسطيني، أصبحت إيران فجأة خطرًا على "السنة".
على من يتحدثون عن "تحالف سري بين إيران والكيان الصهيوني" أن يخجلوا من أنفسهم، فإيران دفعت ثمنًا غاليًا لصمودها ومقاومتها للكيان الصهيوني وتبنيها للقضية الفلسطينية. حزب الله وأنصار الله وسوريا تعرضوا للعداء بسبب تحالفهم مع إيران ضد الكيان الصهيوني.
القضية ليست قضية سنة وشيعة، بل هي قضية شرف وكرامة وإخلاص وطني وقومي وإسلامي. يجب على الشعوب العربية والإسلامية أن تفهم ما يحدث في المنطقة، وأن تثبت أنها لن تتقبل الكيان العبري المصطنع، الذي هو سبب كل مشاكل المنطقة.
من يقف مع إيران يثبت عداءه للكيان الصهيوني وحلفائه، ومن يسكت على عدوان هذا الكيان فهو شيطان أخرس. يجب أن نقتدي بعلي بن أبي طالب الذي رفع راية الإسلام على حصون خيبر، وأن نكرر هذا الدرس بإرادة كل الشرفاء المخلصين!