الأربعاء, 18 يونيو 2025 02:34 AM

العراق على حافة الهاوية: صراع النفوذ الإيراني الإسرائيلي وخطر الانزلاق إلى حرب إقليمية

العراق على حافة الهاوية: صراع النفوذ الإيراني الإسرائيلي وخطر الانزلاق إلى حرب إقليمية

في خضم الصراع الإيراني الإسرائيلي المتصاعد، يجد العراق نفسه في موقف بالغ الحرج والتهديد، حيث يفتقر إلى هامش المناورة الذي تتمتع به الدول الأخرى المعنية. لطالما عانى العراق من موقعه الجغرافي بين إيران ودول المنطقة، لكن هذه الورطة تتفاقم اليوم مع تصاعد الضربات المتبادلة التي تهدد بتحويل المنطقة إلى ساحة حرب شاملة.

يرى مراقبون أن علاقات العراق مع إيران تضعه في موقف صعب، مشيرين إلى وجود "عراقين": العراق الرسمي وعراق الفصائل. هذا الانقسام، سواء في السياسات أو القرارات أو حتى على أرض الواقع، يجعل العراق يتحمل جزءاً من المسؤولية عن ورطته الحالية. ومع ذلك، يسعى العراق الرسمي جاهداً لتجنب تداعيات الصواريخ والمسيرات المتبادلة، بينما يلتزم عراق الفصائل بمساره السياسي والدبلوماسي، وإن كان هذا الالتزام مهدداً بالانهيار في حال طال أمد الحرب أو إذا وجدت إيران نفسها محاصرة.

رغم إعلان دعمه لإيران، يطالب العراق بعدم انتهاك أجوائه، ويدعو إلى ردع إسرائيل عن استباحتها، كما ناشد مجلس الأمن اتخاذ إجراءات بهذا الخصوص. مهمة النجاة صعبة للغاية، فالمنطقة بأسرها تعاني من شلل في القدرة على التحرك، خاصة دول الجوار بين إيران وإسرائيل، بسبب المرحلة الانتقالية القسرية نحو رسم خريطة جديدة للمنطقة.

على الرغم من أن سوريا والأردن ولبنان واليمن تواجه مخاطر مماثلة، إلا أن العراق يبقى الأكثر عرضة للاستباحة الجوية. سوريا، رغم قربها من العراق من حيث المخاطر، إلا أنها تتمتع بخيارات أكبر للنجاة. كلا البلدين ليسا مسرحاً مباشراً للحرب، لكنهما يشكلان مسرحاً موازياً لا غنى عنه في توجيه الضربات.

إيران تستغل العراق كقاعدة لوجستية عبر الفصائل الموالية لها ونقل الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية. العراق الرسمي على علم بذلك، مما يجعل مهمة النجاة أكثر صعوبة، حيث يُنظر إلى هذه الفصائل على أنها تجعل العراق شريكاً غير مباشر لإيران، وهو ما قد يورطه بشكل أكبر في حال اتساع رقعة الحرب.

التورط العراقي يرتبط أيضاً بسوريا، خاصة فيما يتعلق بضبط الحدود في ظل نشاط الفصائل. التنسيق الحدودي بين البلدين لا يزال دون المستوى المطلوب، مما يستدعي تحركاً لسد الثغرات ومنع مواجهات بين سوريا والفصائل العراقية. هناك تعزيزات أمنية سورية متواصلة على الحدود، فماذا عن الإجراءات العراقية لضبط الفصائل؟

مصدر أمني عراقي كشف عن تدابير أمنية وعسكرية وجوية، مشيراً إلى توجيهات رئيس الحكومة بتحصين المنشآت المهمة، خاصة النفطية، ونشر منظومات الدفاع الجوي، وتحديث الانتشار العسكري. هذه التطورات الأمنية المتسارعة تجعل العراق مجبراً على اتخاذ تدابير عاجلة لحماية سيادته ومنع الانزلاق إلى الحرب.

مرة أخرى، المهمة صعبة للغاية، والعراق، كغيره من دول المنطقة، لا يملك الكثير للنجاة بمفرده. النجاة تتوقف على الجهود الدولية لمنع توسع الحرب، وهي جهود ما زالت للأسف محدودة، مما يزيد المخاوف من اتجاه المنطقة نحو حرب شاملة لن ينجو منها أحد.

مشاركة المقال: