أكدت روسيا أنها تولي اهتمامًا بالغًا بمصالحها الوطنية في سوريا، وعلى رأسها الحفاظ على قواعدها العسكرية وتأمين وصول المساعدات الإنسانية. وأشارت إلى استمرار التواصل والتنسيق مع الحكومة السورية في مختلف القضايا.
صرح نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، لوكالة "تاس" بأن الحوار مع دمشق مستمر حول جميع الملفات ذات الاهتمام المشترك، مؤكدًا عدم وجود تغييرات جوهرية حتى الآن. وأعرب عن أمل موسكو في التوصل إلى حلول لهذه القضايا على أساس المسؤولية المتبادلة، وبما يضمن حماية المصالح الروسية المتعلقة بالقواعد العسكرية والمساعدات الإنسانية المقدمة للشعب السوري.
جاءت تصريحات ريابكوف تعقيبًا على ما كشف عنه مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في أبريل الماضي، بشأن لجوء عدد من السوريين إلى قاعدة "حميميم" الجوية الروسية، فرارًا من أعمال العنف التي شهدتها محافظتا اللاذقية وطرطوس، والذين ما زالوا يقيمون هناك حتى الآن.
وكان نيبينزيا قد أوضح أن تصاعد وتيرة العنف في تلك المناطق دفع المدنيين إلى البحث عن ملاذ آمن في القاعدة الروسية، نظرًا للظروف الأمنية المتدهورة.
يذكر أن محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص قد شهدت في 6 مارس 2025 اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن التابعة للسلطات الجديدة ومؤيدين للرئيس السابق بشار الأسد. وقد تركزت أعنف المواجهات في مدينة جبلة ذات الأغلبية العلوية، وأسفرت تلك الأحداث عن مقتل أكثر من 1500 شخص.
وفي 9 مارس، أعلن مكتب الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، عن تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في ملابسات تلك الأحداث، بهدف الكشف عن التجاوزات المرتكبة بحق المدنيين، والاعتداءات على المؤسسات الحكومية والعسكرية، وتحديد المسؤولين عن تلك الانتهاكات.