الخميس, 19 يونيو 2025 05:38 PM

بعد 7 أيام من الحرب: هل بدأت ملامح مستقبل إسرائيل تتضح؟

بعد 7 أيام من الحرب: هل بدأت ملامح مستقبل إسرائيل تتضح؟

ميخائيل عوض

ستة أيام ثقيلة مرت على العالم وشرقنا العربي وإقليم العرب والعالم وتوازناته. وفي اليوم السابع ومنذ الصباح أمطرت إيران إسرائيل بالصواريخ الثقيلة والفرط صوتية وأصابت أهدافها الثمينة. الرواية لدى كثير من المؤمنين أنَّ الله عز وجل خلق الحياة بستة أيام وفي اليوم السابع جلس على العرش واستراح. إذن لليوم السابع كما لرقم سبعة إشارات ودلائل عند شعوب وعند علماء الحساب والأرقام والتنبؤات.

لليوم السابع في الحرب الوجودية التي أطلقها نتنياهو بموافقة ضمنية دون تعهد بدخولها من ترمب التاجر ورجل الصفقات، بدأت ترتسم ملامح الصورة المستقبلية فيها وتتعزز الوقائع الملموسة وتتمظهر عناصر ميزان القوى الكلية والبيئة الاستراتيجية للحرب الوجودية. وبالأصل للحرب التي ستغير في أحوال العرب والمسلمين والعالم، بصفتها آخر جولات حرب الألف عام بين الشرق والغرب، وقد تدرجت منذ طوفان الأقصى المباركة وعصفت بأشد ما يكون، وتَقرر أنها أهم مسارح الحرب العالمية العظمى الجارية لإنهاء حالة مخاض ولادة العالم الجديد ودفن العالم الانجلو سكسوني.

في صباح اليوم السابع تُضرَّب إسرائيل بشدة بدون القدرة على التصدي للصواريخ، لاختراق قببها ولعجزها ولنقص الذخائر، ولمؤشرات تتقاطر عن عجز أو تردد أوروبا ونخبها، وتلكؤ وتردد ترمب عن الإسناد. والإسناد بات عبر دخول الحرب مباشرة لحماية نتنياهو وإنقاذه من الغرق ويستصرخ أمريكا للتورط وانتشاله. فذنب الكلب يحاول هزَّ الكلب، وكلب الحراسة يحاول تحويل سيده إلى كلب يحرسه بعد أن بات عاجزاً.

ترمب مزاجي متقلب يقول ولا يفعل، وكتاجر صفقات يهول ويستثمر بحروب الآخرين ويورطهم، المهم أن يربح الصفقة. يطلق القنابل الدخانية وزوابع الغبار، ويسعى للتضليل ويضرب ضربته. بينما ينتظر نتنياهو على أحرِّ من الجمر لتوريطه، يقابله ترمب بالهوبرة وتبني تهديداته ووزير حربه، ويعلن تأجيل قراره لأسبوع ويتوقع أن يكون حاسماً. في هذه هو صادق وواضح إن ذهنه متقد وبصيرته لا بأس بها، فانتظار انجلاء الصورة تعطيه قدرة الاستثمار وكسب الصفقة. قدرة إسرائيل وتذخيرها وخاصة للقبب الحديدية تنفذ في اليوم ١٢ للحرب، ونتنياهو حدد موعدها بأربعة عشر يوماً. فربما ترمب ونتنياهو يحضران لحرب يوم القيامة، أو قتل المرشد فقد توعده ترمب ونتنياهو وقال ترمب حظا سعيداً للخامنئي، إشارة بأنه أعطى الموافقة ويراهنان على أن تكون الضربة الحاسمة.

المرشد على غير عاداته خاطب عبر التلفزيون الأمة بثبات وإيمان وأعلن التعبئة أو هكذا فُهمت طلَّته، وافتى بالحرب حتى إذلال العدو مهما كان الثمن، وقبل فوَّض قيادة الحرب بخلاصة مهماته كمرشد وكولي للفقيه، وانتهى الأمر فلن ترتبك إيران إن قتل المرشد. فمن يقرر مسارات الحرب ونتائجها ميزان القوى الكلي والبيئة الاستراتيجية وكل عناصرها ليست في صالح إسرائيل ولو تدخلت أمريكا وسيكون التدخل كارثياً على أمريكا نفسها وتوازناتها ومستقبلها وعلى عالمها الانجلو سكسوني المتوحش.

في اليوم السابع كل المعطيات وتحولات الحرب ومجرياتها والتحولات في البيئات كلها تتسارع في غير مصلحة إسرائيل ولا في صالح مغامرات نتنياهو. في اليوم السابع كل المؤشرات والمعطيات الملموسة وبكل المستويات والاتجاهات تؤكد خسارة إسرائيل وحلفها العالمي والإقليمي للحرب. من سيعيد هيكلة العرب والإقليم، وكيف سيكون لنتائج الحرب والمنتصر فيه،ا وأي دور مؤسس وقائد؟ سنعالجها تباعاً…

(اخبار سوريا الوطن ٢-الكاتب)

مشاركة المقال: