الخميس, 19 يونيو 2025 05:33 PM

هل يستفيد شمال أفريقيا من توترات الشرق الأوسط؟ السياحة تنتظر الفرصة

هل يستفيد شمال أفريقيا من توترات الشرق الأوسط؟ السياحة تنتظر الفرصة

بينما يُلقي عدم الاستقرار في الشرق الأوسط بظلاله على قطاعات عديدة، تبدو دول شمال أفريقيا في موقع أفضل للاستفادة من هذه التطورات. فبينما تعاني الوجهات السياحية التقليدية في المنطقة من تداعيات الاضطرابات، تبرز دول مثل المغرب وتونس كبدائل محتملة قادرة على جذب السياح.

تشير دراسة نشرها البنك الدولي إلى أن منطقة شمال أفريقيا نجحت في الاستفادة من التصعيد الحاصل في الشرق الأوسط. ووفقاً للدراسة، استقبلت دول الشرق الأوسط غير الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 نحو 2.35 مليوني زائر أوروبي أقل مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023. في المقابل، جذبت دول شمال أفريقيا 2.75 مليوني زائر أوروبي إضافي. ويُعزى هذا الاتجاه إلى ما يُعرف بـ"أثر الإحلال".

يرى خبراء أن ما يحدث في الشرق الأوسط يشكّل فرصة سانحة لدول شمال أفريقيا للاستفادة على الصعيد السياحي، من خلال استقطاب السياح الذين قد يعدلون عن السفر إلى المناطق المتوترة. وتقول المحللة الاقتصادية إيمان الحامدي إن جزءاً من الحجوزات السياحية في دول مثل الأردن ولبنان قد ينتقل إلى شمال أفريقيا نتيجة التصعيد الراهن. وتضيف أن التطورات الأخيرة، وفي مقدمتها إغلاق مجالات جوية في عدد من الدول وتغيير مواعيد الرحلات، سيكون لها تأثير واضح على القطاع السياحي.

بدوره، يرى حازم الهمامي، المختص في تنظيم الرحلات، أن شمال أفريقيا أمام فرصة حقيقية لطرح نفسها كوجهة بديلة، في حال استمر التوتر في الشرق الأوسط. ويؤكد أن الموسمين السياحيين الأخيرين شهدا أرقاماً جيدة في دول المنطقة.

في المقابل، يعبّر بعض المهنيين عن مخاوف من أن تمتد تداعيات الأزمة في الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا، رغم بُعد المسافة واختلاف الظروف. ويعتبر رئيس جامعة وكالات الأسفار في تونس أحمد الطيب أن الحديث عن تأثير مباشر لما يحدث في الشرق الأوسط على السياحة في شمال أفريقيا لا يزال سابقاً لأوانه. ورغم أن دول شمال أفريقيا بعيدة جغرافياً عن مناطق التوتر، إلا أن استمرار التصعيد، في تقديره، "قد ينعكس سلباً على صورة المنطقة ككل".

وتعوّل دول شمال أفريقيا على القطاع السياحي الذي يُعد أحد أعمدة اقتصادها، وتسعى جاهدة لتعويض الخسائر التي لحقت به جرّاء جائحة كوفيد-19. واليوم، تجد هذه الدول نفسها أمام فرصة محفوفة بالتحديات لاقتناص حصة من السياحة العالمية الهاربة من مناطق النزاع.

مشاركة المقال: