الجمعة, 20 يونيو 2025 04:01 AM

تحليل للمواجهة الإيرانية الإسرائيلية: تفوق جوي مقابل صاروخي وتكتم على الخسائر

تحليل للمواجهة الإيرانية الإسرائيلية: تفوق جوي مقابل صاروخي وتكتم على الخسائر

أحمد رفعت يوسف: إسرائيل تتفوق بسلاح الطيران، وإيران بسلاح الصواريخ. إيران تلقت ضربات قوية لمواقع إطلاق الصواريخ والدفاع الجوي، وإسرائيل تتلقى ضربات قوية على مواقعها ومنشآتها الاستراتيجية.

الملاحظة الأهم هي أن إسرائيل تحاول التكتم على خسائرها وتأثير الضربات الإيرانية، وهو أسلوب إسرائيلي معروف. لكن ما يتم تسريبه من صور ومقاطع فيديو وأخبار يؤكد أن الخسائر الإسرائيلية أكبر وأكثر تأثيراً مما يعلن.

المواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات والمفاجآت، لكن القراءة الحالية لخط المواجهة تشير إلى أنه يميل تصاعدياً لصالح إيران لعدة أسباب. إسرائيل استهدفت معظم النقاط والأهداف التي وضعتها، ولم يبق إلا المنشآت النووية والصواريخ الاستراتيجية، وهي موجودة في أماكن محصنة جداً تحت الأرض، لا يمكن لإسرائيل الوصول إليها بدون مشاركة أمريكية، وحتى الأمريكيين قد لا يستطيعون الوصول إليها.

فيما إيران وبعد خروجها من الصدمة الأولى، تعتمد خطة استنزاف مخزون إسرائيل من المنظومات الدفاعية وتصعيد استخدام منظوماتها الصاروخية. إسرائيل بدأت تعاني من نقص خطير في قذائف منظومات اعتراض الصواريخ والمسيرات الإيرانية، وهو ما أكدته صحيفة "وول ستريت جورنال" التي وصفت الوضع بأنه "ينذر بكارثة إذا لم يُحل الصراع قريباً".

العامل الديموغرافي أصبح يشكل عامل قلق حقيقي عند الحكومة الإسرائيلية، مع زيادة هجرة المستوطنين وتوقف مجيء مستوطنين جدد، وهو ما دعا حكومة الاحتلال لمنع الإسرائيليين من المغادرة. ومع ذلك، فقد وصل حجم هروب المستوطنين عبر البحر حداً خطيراً، تظهره كثافة اليخوت والقوارب التي تحمل الفارين إلى قبرص واليونان.

لابد من ملاحظة هامة هنا، وهي أن استمرار الصراع سجالاً لعدة أيام أخرى لا يزعج إدارة ترامب وتياره، حيث تدخل إيران وحكومة الحرب الإسرائيلية برئاسة نتنياهو (إضافة إلى تركيا الأردوغانية) ضمن الجهات المطلوب إزالتها من أمام مشروع الشرق الأوسط الجديد بنسخته الترامبية. وهذا يفسر سبب تردد ترامب وإدارته في الاستجابة لنداءات نتنياهو لدخول الحرب، مع الإشارة إلى أن هذا التيار هو الأقوى اليوم في الإدارة الأمريكية والدولة العميقة، وفي مقدمة هؤلاء إيلون ماسك وأعضاء بارزون في الكونغرس الأمريكي.

هذه المعادلة يمكن أن تستمر لعدة أيام قادمة قبل التدخل لوقفها، وهي توصل الصراع إلى أحد احتمالين: الأول: ترك الطرفين في هذه الحرب السجال لعدة أيام أخرى لإضعافهما معاً، ثم التدخل من قبل الإدارة الأمريكية والجهات الدولية والإقليمية الفاعلة لوقفها، وترك آثارها تتفاعل داخل المجتمعين الإيراني والإسرائيلي. الثاني: حصول تطور دراماتيكي يغير حالة السجال القائمة ويوصل أحد الطرفين إلى حالة الانكسار، أو استهداف مواقع حساسة، مثل قتل قادة كبار من أحد الجانبين، أو وصول المواجهة إلى حد يستدعي دخول أمريكا الحرب، وهذا يفتح الصراع على احتمالات خطيرة، لأن عدة دول تعتبر إيران خط دفاع أول عنها، وستكون التالية في حال انكسارها، وفي مقدمتها الصين وروسيا والباكستان، وحتى السعودية ومصر، وهذا يفتح المواجهة على كل الاحتمالات.

(اخبار سوريا الوطن ٢-الكاتب)

مشاركة المقال: