الجمعة, 20 يونيو 2025 07:16 PM

من سيخلف خامنئي؟ سيناريوهات محتملة وتداعيات إقليمية في حال سقوط النظام الإيراني

من سيخلف خامنئي؟ سيناريوهات محتملة وتداعيات إقليمية في حال سقوط النظام الإيراني

لا تخفي إسرائيل رغبتها في إزاحة نظام «ولاية الفقيه» الذي يحكم إيران منذ ثورة 1979، إلا أن هذه الرغبة محفوفة بالمخاطر، نظراً للانقسامات العميقة في صفوف المعارضة الإيرانية، وغياب الضمانات بأن يكون النظام البديل أقلّ تشددًا، بحسب محللين.

بعد استهداف مواقع، من بينها هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، ازدادت التكهنات حول الأهداف الحقيقية لإسرائيل، والتي قد تتجاوز تقويض القدرات النووية والصاروخية لإيران، لتشمل الإطاحة بالمرشد علي خامنئي.

على الرغم من تصريح الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، بأنه يعلم مكان اختباء خامنئي، إلا أن عواقب الإطاحة بالمرشد، بعد حكم استمر لأكثر من ثلاثة عقود ونصف، تبقى غير واضحة ومحفوفة بالمخاطر.

يتذكر القادة الأوروبيون تداعيات الغزو الأميركي للعراق عام 2003، والتدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا عام 2011، حيث أدى سقوط حكم صدام حسين ومعمر القذافي إلى سنوات من الاضطرابات الدامية في كلا البلدين.

وقد صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ختام قمة مجموعة السبع في كندا: "إن أكبر خطأ اليوم هو السعي إلى تغيير النظام في إيران بوسائل عسكرية، لأن ذلك سيؤدي إلى الفوضى". وأضاف: "هل يعتقد أحد أن ما حصل في العراق سنة 2003 أو ما حصل في ليبيا في العقد الماضي كان فكرة سديدة؟ لا!"

يشير خبراء إلى أن إزاحة خامنئي وحاشيته قد تخلق فراغًا يمكن أن يملأه متشددون من «الحرس الثوري» أو القوات المسلحة.

ترى نيكول غراييفسكي، من «مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي»، أن الضربات الإسرائيلية تبدو مركزة على تغيير النظام أكثر من إزالة الأسلحة النووية. وكشفت في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن إسرائيل تستهدف منشآت مرتبطة بالصواريخ الباليستية والقدرات العسكرية، بالإضافة إلى القيادة ورموز النظام، مثل هيئة الإذاعة والتلفزيون. وأشارت إلى أنه في حال سقوط النظام، تُعقد الآمال على حكومة ليبرالية وديمقراطية، لكن الاحتمال كبير أن تبرز كيانات أخرى نافذة مثل «الحرس الثوري».

يعتبر رضا بهلوي، نجل شاه إيران المخلوع والمقيم في الولايات المتحدة، من أبرز وجوه المعارضة. وقد صرح بأن النظام "على وشك الانهيار"، متهمًا خامنئي بـ"الاختباء تحت الأرض" مثل "جرذ مذعور".

لطالما دعا بهلوي إلى إعادة العلاقة الوطيدة التي كانت قائمة مع إسرائيل في عهد والده، لمواجهة رفض النظام الاعتراف بالدولة العبرية. ويدعو أنصار نظام الشاه إلى تقارب من هذا النوع يطلقون عليه اسم «اتفاقات كورش» تيمناً بكورش، أحد أعظم ملوك الفرس الذي حرر اليهود من الإمبراطورية البابلية. غير أن بهلوي لا يحظى بتأييد جامع سواء داخل إيران أو خارجها، وتشكل مواقفه وعلاقته بإسرائيل مصدر انقسام، لا سيما بعد رفضه إدانة الضربات الإسرائيلية على إيران.

تعتبر حركة «مجاهدي خلق» من التنظيمات الكبيرة الأخرى، وقد صرحت زعيمتها مريم رجوي أمام البرلمان الأوروبي بأن "شعب إيران يريد سقوط هذا النظام". إلا أن «مجاهدي خلق» لا تلقى استحسان فصائل معارضة أخرى، وينظر إليها بعض الإيرانيين بعين الريبة إثر تأييدها صدام حسين في الحرب العراقية – الإيرانية.

أشار توماس جونو، الأستاذ المحاضر في جامعة أوتاوا، إلى أن جزءًا من تحدي البحث عن بديل يكمن في غياب أي بديل منظم ديمقراطي. وأقر بأن رضا بهلوي هو الزعيم المعارض "الذي يحظى بأكبر قدر من الشهرة داخل إيران وخارجها على السواء"، غير أن أنصاره "يميلون إلى تضخيم نسبة تأييده داخل البلد".

وأشار جونو إلى أن "البديل الوحيد، وهو للأسف من السيناريوهات المثيرة للقلق، هو انقلاب ينفذه «الحرس الثوري» أو الانتقال من ثيوقراطية إلى ديكتاتورية عسكرية".

يحذر الخبراء من عامل غالبًا ما يتم تجاهله، وهو التركيبة الإثنية المعقدة في إيران، حيث تتعايش أقليات كبيرة من الأكراد والعرب والبلوش والترك مع الغالبية الفارسية. وقد حذرت نيكول غراييفسكي من أن تستغل دول معادية الانقسامات الإثنية.

كما حذر محللون من مركز «صوفان» البحثي في الولايات المتحدة من سيناريو مشابه لما حصل بالعراق يلوح في إيران، معتبرين بقاء النظام الحالي "فشلًا استراتيجيًا". وقال هؤلاء: "لا يزال من الصعب استشراف ما قد يحصل بعد تغيير النظام، لكن التغيير قد يؤدي إلى اضطرابات إقليمية على نطاق أوسع من العراق، لها ارتدادات عالمية".

مشاركة المقال: