شهد القطاع المصرفي السوري تطورات مهمة في الأيام الأخيرة، حيث أعلن المصرف المركزي عن إنجاز أول تحويل مصرفي دولي باستخدام نظام "سويفت" بالتعاون مع أحد المصارف البريطانية. واعتبر مراقبون هذه الخطوة بمثابة إشارة واضحة على بداية انفتاح غربي تجاه سوريا بعد تخفيف العقوبات الأمريكية والأوروبية.
وفي سياق متصل، دعا حاكم المصرف المركزي السوري، الدكتور عبد القادر حصرية، خلال لقاء حواري جمع المصارف السورية والأمريكية بحضور المبعوث الأمريكي إلى سوريا، السفير توم باراك، إلى إعادة تقييم علاقات المراسلة المصرفية مع سوريا. كما حث المصارف الأمريكية على فتح مكاتب تمثيلية أو إقامة شراكات مصرفية، مؤكداً أن استعادة الثقة هي أساس أي تعاون مالي مشترك.
وأكد حصرية، بحسب وكالة "سانا"، أن العلاقات المصرفية تتجاوز مجرد التحويلات المالية، بل تشكل دعامة أساسية لدعم التجارة المشروعة وتلبية احتياجات المواطنين، داعياً إلى تجاوز المخاوف قصيرة الأجل والانفتاح على فرص التعاون طويلة الأمد.
من جهتهم، رأى مراقبون أن دعوة حاكم المصرف المركزي لفتح مكاتب تمثيلية للمصارف الأمريكية في سوريا تواجه تحدياً قانونياً بسبب عدم وجود قانون محلي ينظم عمل هذه المكاتب. وأشار المحلل الاقتصادي مروان قويدر، في تصريح لموقع "اقتصاد"، إلى أن مكاتب التمثيل تعتبر وسيلة أساسية لتواجد البنوك الأجنبية في الأسواق التي لا تسمح لها بفتح فروع. وأوضح أن نشاطها يقتصر غالباً على دراسة السوق وبناء شبكة اتصالات مع المراكز الرئيسية في الخارج، دون ممارسة أعمال مصرفية مباشرة، لكنها تلعب دوراً هاماً في تسهيل العلاقة مع البنوك المراسلة وتذليل العقبات داخل السوق السورية.
