يشهد ريف حلب الشمالي، وتحديداً من جهة إعزاز القريبة من الحدود التركية، حركة بناء ملحوظة يقودها الأهالي العائدون إلى قراهم وبلداتهم للاستقرار. ورغم الدمار الهائل الذي خلفه القصف على التجمعات السكنية والبنية التحتية في ريف حلب الشمالي، إلا أن إصرار الأهالي على البقاء وتحدي الظروف دفع أعداداً كبيرة منهم للعودة وإعادة إعمار مناطقهم.
أكد سكان من مناطق شمال حلب الواقعة على طريق غازي عنتاب أو بالقرب منه، والذي يربط بوابة السلامة شمال إعزاز بالحدود التركية وحلب، أن حركة البناء قد ازدهرت بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة، وذلك بعد عودة أعداد كبيرة من السكان إلى مناطقهم الأصلية.
وذكر أهالي من منغ وتل رفعت ودير جمال والزهراء وحيان وعندان وحريتان وكفر حمرة لـ "الوطن" أن أكثر من 50 ألف شخص من هذه البلدات والمدن قد عادوا خلال الشهر الأخير ضمن ما أطلقوا عليه "موسم العودة إلى الشمال". ويتوقع أن يستمر هذا الموسم مع حركة إعمار واسعة تهدف إلى ترميم المنازل والشقق السكنية المتضررة.
وقال أحد سكان كفر حمرة، المتاخمة لحلب من جهة دوار الليرمون على طريق غازي عنتاب لـ "الوطن"، إن أكثر من 100 عائلة عادت إلى البلدة خلال الشهرين الأخيرين من تركيا فقط. وأشار إلى أن العديد من العائدين بدأوا في ترميم منازلهم، بينما بدأ تجار العقارات في بناء مناطق توسع عمراني في البلدة تضم شققاً سكنية بأسعار مناسبة وبالتقسيط لتشجيع الراغبين في العودة إلى قريتهم.
كما شهدت قرى جبل زيزون أو الأكراد شمال غرب حلب حركة عودة مقبولة لسكان المنطقة، وخاصة قرى براد وكيمار وبرج حيدر الأثرية، على الرغم من قلة الموارد المتاحة لترميم المنازل المدمرة. وقال أحد سكان براد لـ "الوطن": "فضلت السكن في غرفة واحدة في بيتي المدمر بدل البقاء في الاغتراب بعيداً عن قريتي".
حلب- خالد زنكلو