أعلنت وزارة الداخلية السورية عن إلقاء القبض على "وسيم الأسد"، ابن عم الرئيس السابق بشار الأسد، في عملية أمنية وصفتها بـ"المحكمة". تمت العملية بالتعاون بين جهاز الاستخبارات العامة وإدارة المهام الخاصة في الوزارة، وذلك بعد استدراجه إلى كمين منسق بدقة.
ويعتبر وسيم الأسد، المولود عام 1980، أول فرد من عائلة الأسد يتم القبض عليه رسمياً منذ نهاية النظام السابق، وفرار معظم أفراد العائلة خارج سوريا. اشتهر الأسد بمنشوراته المستفزة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كان يستعرض ثروته وعلاقاته، مما أثار غضب الكثير من السوريين، خاصة في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة.
في عام 2023، أثار "وسيم الأسد" جدلاً واسعاً، حيث شهد ذلك العام ارتفاع الأصوات المعارضة للحكومة في مسقط رأس الرئيس السابق. رد وسيم بفيديو يطالب فيه أهالي الريف بزراعة أراضيهم والاقتداء بأجدادهم بدلاً من انتقاد السلطة، وهاجم الدعوات للاعتصامات ضد الحكومة في الساحل.
تتجاوز خلفية وسيم الأسد النشاط الإعلامي، إذ يرتبط اسمه بعدة ملفات أمنية حساسة، أبرزها تجارة المخدرات عبر الحدود السورية اللبنانية، وعلاقاته المباشرة بتاجر المخدرات اللبناني نوح زعيتر. كما يُتهم باستخدام شركته "أسد الساحل" كغطاء لأنشطته غير المشروعة، إضافة إلى ضلوعه في انتهاكات موثقة بحق سوريين خلال سنوات الحرب.
وسبق أن فرضت عليه عقوبات من قبل كل من الاتحاد الأوروبي ووزارة الخزانة الأميركية عام 2023، بتهم تتعلق بالإتجار بالمخدرات والضلوع في أعمال تهدد السلم والاستقرار في المنطقة.
يمثل إلقاء القبض على وسيم الأسد سابقة هي الأولى من نوعها تطال أحد أفراد عائلة الأسد، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول إمكانية محاسبة باقي المتورطين في الانتهاكات والفساد، بغض النظر عن صلاتهم بالنظام السابق. ما ينتظره السوريون ليس مجرد اعتقال فرد، بل مسار واضح لمحاسبة كل من تورط في تقويض حياتهم وحقوقهم وكرامتهم، أياً كان موقعه أو اسمه.
