حذر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، من أن انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في هجماتها على إيران سيكون له تبعات خطيرة على الجميع.
وأوضح عراقجي، في تصريحات صحفية أدلى بها يوم السبت قبيل مشاركته في الدورة الـ51 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، أن الدبلوماسية أثبتت نجاحها في الماضي وقادرة على النجاح في المستقبل، لكن ذلك يتطلب وقف العدوان الإسرائيلي أولاً، لفتح الباب أمام العودة إلى طاولة المفاوضات.
وأكد عراقجي استعداد طهران لحل تفاوضي على غرار اتفاق عام 2015، لكنه أشار إلى أن إسرائيل تعارض أي حل دبلوماسي بشكل صريح.
وفي سياق متصل، أعرب وزير الخارجية الإيراني عن شكوك بلاده في إمكانية الوثوق بالولايات المتحدة في أي محادثات دبلوماسية، خاصة بعد الهجوم الجوي الإسرائيلي على إيران الذي وقع قبل أيام قليلة من الموعد المقرر للمفاوضات مع المسؤولين الأميركيين.
وفي مقابلة مع شبكة "NBC News" الأميركية، صرح عراقجي بأن الأمر متروك لإدارة الرئيس دونالد ترامب لإثبات جديتها في السعي نحو حل تفاوضي، وذلك رداً على سؤال حول إمكانية التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة خلال المهلة التي حددها ترامب مؤخراً، والتي تبلغ أسبوعين.
وأشار الوزير الإيراني إلى أن واشنطن ربما لم تكن جادة في الدبلوماسية، وأنها استخدمت المحادثات كغطاء للهجوم الجوي الإسرائيلي، مضيفاً: "ربما كانت لديهم هذه الخطة في أذهانهم، واحتاجوا فقط للمفاوضات لتغطيتها. لا نعرف كيف يمكننا أن نثق بهم بعد الآن. ما فعلوه كان في الواقع خيانة للدبلوماسية".
وأكد عراقجي، خلال المقابلة التي أجريت في جنيف عقب محادثاته مع كبار الدبلوماسيين الأوروبيين، أن بلاده مستعدة للتفاوض، لكن بشرط أن توقف إسرائيل أولاً هجماتها الجوية على إيران، قائلاً: "لسنا مستعدين للتفاوض معهم بعد الآن، طالما استمر العدوان".
كما أكد الوزير الإيراني أن إيران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم كما طالب ترامب، مشيراً إلى أنه أوضح ذلك لمبعوث الولايات المتحدة ستيف ويتكوف، وقال: "قلت له عدة مرات إن التخصيب الصفري مستحيل".
وأضاف: "كل دولة لها الحق في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، وهذا إنجاز علمائنا. إنها مسألة فخر وكرامة وطنية".
وانتقد عراقجي المبعوث الأميركي ويتكوف، قائلاً إنه يبدو غير قادر على الوفاء بما تم الاتفاق عليه في الاجتماعات السابقة: "أعتقد أنه رجل نبيل، شخص يمكن العمل معه، لكن للأسف، غيّر كلامه في كل مرة التقينا فيها. ربما كان ذلك لأنه لا يستطيع تحقيق ما وعدنا به".
وأضاف: "هناك نقص في الثقة الآن بيننا لأنه لم يفِ بوعوده، وما قاله لنا إنه يمكننا فعله لم يتحقق"، مشيراً إلى أن التواصل مع ويتكوف لا يزال مستمراً من خلال "رسائل مباشرة وغير مباشرة نتبادلها".
وحذر عراقجي من أنه إذا قررت الولايات المتحدة مهاجمة إيران، فإن حكومته تحتفظ بحق الرد، كما فعلت ضد إسرائيل، قائلاً: "عندما تكون هناك حرب، يهاجم الجانبان بعضهما البعض. هذا أمر مفهوم. والدفاع عن النفس حق مشروع لكل دولة".
وأضاف: "إذا انضمت الولايات المتحدة لإسرائيل في هذه الهجمات، فسنفعل الشيء نفسه".
وردّاً على التهديدات الإسرائيلية باستهداف المرشد الإيراني علي خامنئي، قال عراقجي إن مثل هذا العمل "سيكون أكبر جريمة يمكن أن يرتكبوها"، لكنه أكد: "لن يتمكنوا من فعل ذلك".
ووصف تصريحات ترامب حول معرفة أميركا بمكان خامنئي بأنها "إهانة" أكثر من كونها تهديداً، قائلاً: "أنا مندهش من كيف يمكن لرئيس ما يسمى بالقوة العظمى أن يتحدث هكذا. لقد تحدثنا دائماً عن الرئيس ترامب باحترام".