الإثنين, 16 يونيو 2025 10:46 AM

إدلب: مدينة طبية متكاملة تعيد الأمل للقطاع الصحي السوري

إدلب: مدينة طبية متكاملة تعيد الأمل للقطاع الصحي السوري

في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها القطاع الصحي في سوريا، تتجه الجهود المحلية والدولية نحو تبني خطوات استراتيجية تضمن إعادة تأهيل هذا القطاع الحيوي وتطويره بشكل مستدام، حيث جرى الإعلان مؤخرًا عن مشروع لإنشاء مدينة طبية متكاملة في مدينة إدلب، تجمع بين تقديم الخدمات السريرية المتقدمة والتعليم الطبي التخصصي، بدعم من منظمة “سامز” وبإشراف مديرية صحة إدلب.

وشهد الاجتماع الذي حضره مدير صحة إدلب الدكتور سامر عرابي، وعدد من مدراء المشافي وممثلين عن منظمة “سامز”، اعتماد المشروع الطبي الجديد ضمن رؤية شاملة لتعزيز كفاءة القطاع الصحي في الشمال السوري، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للأهالي، لا سيما مع تزايد الحاجة إلى منشآت صحية تخصصية تواكب التحديات المتصاعدة.

وبحسب ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع، سيتم إخلاء مبنى المحافظة الحالي من مشفى المحافظة، تمهيدًا لترميمه وتفعيله كمقر رسمي للدوائر الخدمية والإدارية في المدينة. ومن المقرر أن تُستكمل عمليات النقل خلال شهر، بإشراف مديرية الصحة وبالتعاون مع منظمة “سامز”.

المدينة الطبية في إدلب.. مشروع مستقل برؤية استراتيجية

وفي تصريح خاص لـ”سوريا 24″ ، أوضح محمد الشيخ يوسف، مدير المكتب الإعلامي لمنظمة سامز أن المشروع الجديد في إدلب منفصل تمامًا عن المدينة الطبية السابقة في بابسقا، والتي توقفت أعمالها مع المتغيرات الميدانية. وأضاف أن العمل جارٍ حاليًا لاختيار موقع بديل لمشروع بابسقا، إلا أن مشروع إدلب يمثل رؤية مستقلة تعتمد على توفير اختصاصات طبية نوعية، وتنظيم بعثات طبية دورية، مع التركيز على سهولة الوصول إلى المدينة من مختلف المحافظات.

وأشار إلى أن “القيمة الحقيقية للمشافي لا تُقاس بعددها بل بخدماتها”، منتقدًا النهج الذي اتبعه النظام الأسد السابق بتحويل المشافي إلى مجرد أبنية إسمنتية خالية من أي خدمات حقيقية. وأردف: “دخلنا إلى مشافٍ بعد التحرير، فوجدنا أن المريض كان يضطر إلى شراء كل شيء من الخارج، حتى يتمكن من تلقي العلاج”.

ركائز استراتيجية لتطوير القطاع الصحي

من جانبه، أكد الدكتور مازن كوارة، المدير الإقليمي لمنظمة “سامز”، أهمية هذا المشروع في سياق دعم القطاع الصحي السوري، مشيرًا إلى أن إدلب تمثل نموذجًا حيويًا للانطلاق نحو بناء نظام صحي فعّال ومستدام، يلبي احتياجات السكان في مرحلة ما بعد التحرير.

وأوضح أن استراتيجية “سامز” تقوم على ثلاث ركائز رئيسية:

  1. تقديم خدمات صحية متميزة عبر منشآت ومشاريع طبية تضمن جودة الرعاية الصحية والوصول العادل للمرضى في مختلف المناطق.
  2. الارتقاء بالتعليم الطبي والتدريب الصحي، عبر برامج نوعية بإشراف “هيئة سامز للتعليم الطبي – SAMS Institute”، لتأهيل كوادر مهنية قادرة على مواجهة التحديات.
  3. إنشاء وتشغيل منشآت طبية تخصصية متكاملة، تُستخدم كمراكز علاجية وتعليمية في آن واحد، ضمن خطة خمسية تهدف إلى تحسين جودة الخدمات وتعزيز الاستقرار في القطاع الصحي.

وفي هذا الإطار، تواصل سامز استعداداتها لإطلاق منشأة طبية تخصصية تعليمية في إدلب خلال المرحلة المقبلة، بما يسهم في دمج الرعاية السريرية بالتدريب التخصصي، ويفتح آفاقًا جديدة أمام النظام الصحي السوري، لتجاوز العقبات التي فرضتها سنوات الحرب والإهمال.

ختامًا، يشكل هذا المشروع نقطة تحول مهمة في مسار تطوير القطاع الطبي في سوريا، خاصة في ظل الدعم المتزايد من الشركاء الدوليين والفاعلين المحليين، مما يعزز الأمل بإرساء قواعد نظام صحي حديث، قادر على الاستجابة لاحتياجات ملايين المدنيين وتوفير بيئة تعليمية تُخرج كوادر صحية مؤهلة تعيد الحياة للمشافي السورية من جديد.

مشاركة المقال: