الأحد, 15 يونيو 2025 02:42 PM

"الأتارب تستاهل": حملة مجتمعية تعيد الحياة إلى مدينة منكوبة في ريف حلب

"الأتارب تستاهل": حملة مجتمعية تعيد الحياة إلى مدينة منكوبة في ريف حلب

في مبادرة ملهمة، أطلق أهالي مدينة الأتارب بريف حلب الغربي حملة مجتمعية واسعة تحت عنوان "الأتارب تستاهل"، بهدف ترميم البنية التحتية المتضررة وإعادة الحياة إلى المدينة بعد سنوات من الحرب والإهمال.

الحملة، التي تحظى بدعم شعبي واسع ومشاركة فعالة من مؤسسات المجتمع المدني والدفاع المدني، تركز على إصلاح الطرق، وتوفير الإضاءة، وتعزيز الروابط الاجتماعية بين السكان، في ظل انتظار مشاريع إعادة الإعمار الرسمية التي لم تصل بعد إلى معظم المناطق المحررة.

عبد الكريم العمر، منسق الحملة، صرح لمنصة سوريا 24 بأن المبادرة نبعت من صميم المجتمع المحلي، بمشاركة الأهالي ومحبي المدينة، وبرعاية الإدارة المحلية، وتعاون وثيق مع فرق الدفاع المدني والمؤسسات المدنية.

وأكد العمر أن الحملة تهدف إلى تعزيز التكافل والثقة بين أبناء المدينة، وتأكيد أن نهضة الأتارب تعتمد على جهود أهلها، مشيراً إلى إطلاق سلسلة من الأعمال الخدمية، بما في ذلك إصلاح الدوار في المدخل الشرقي وتركيب أعمدة الإنارة على طول الطريق من مفترق المصريين إلى المدخل الرئيسي.

هيكل تنظيمي… ومبدأ الشفافية

أكد القائمون على الحملة تشكيل لجان عمل متخصصة لتنظيم الجهود وضمان الشفافية، بما في ذلك لجنة مالية للتبرعات، ولجنة للتخطيط والتنفيذ، ولجنة إشراف لمتابعة التقدم وإطلاع المجتمع، في إطار سياسة مفتوحة لتعزيز الثقة والمشاركة.

ووفقًا للعمر، جمعت الحملة تبرعات تجاوزت أربعين ألف دولار أمريكي من الأهالي والتجار، مع توثيق كل مساهمة بإيصال رسمي.

دعم من الدفاع المدني والمجالس المحلية

علي جمعة، مدير مركز الدفاع المدني في الأتارب، أكد دعم الدفاع المدني للحملة بكل الإمكانيات المتاحة، قائلاً: "نحن جزء من هذا المجتمع، وواجبنا أن نكون في قلب كل جهد يبني المدينة من جديد".

المهندس مصطفى قرنفل، مدير المشاريع في مجلس مدينة حلب، أعرب عن إعجابه بالمبادرة، داعياً المدن السورية الأخرى إلى الاقتداء بها، ومؤكداً استعداد المجلس لتقديم الدعم الفني واللوجستي لأي حملة مماثلة.

“بلدنا… أكبر من بيوتنا”

أسامة البكر، أحد المشاركين في الحملة، أوضح أن المبادرة أعادت للناس شعورهم بالانتماء والمسؤولية، بمشاركة مدنيين وتجار وشباب وأصحاب مهن، مؤكداً أنها "ليست مجرد حملة خدمية، بل دليل على أن الناس مستعدة لبناء بلدها إذا أُعطيت الفرصة".

واختتم قائلاً: "الأتارب ليست فقط منازلنا، بل هي بيتنا الكبير… وواجبنا نحافظ عليها وننهض فيها".

رسالة مفتوحة من الأتارب

تجربة "الأتارب تستاهل" تتجاوز إصلاح الطرق والإضاءة، لتمثل عودة الثقة إلى المجتمع وقدرته على التنظيم والبناء، وهي دعوة للجهات الداعمة والسلطات المحلية والمنظمات العاملة لتمكين الناس ومنحهم الفرصة للعمل.

مشاركة المقال: