الأحد, 15 يونيو 2025 04:58 PM

دمشق تحيي فن الفسيفساء الخشبية: حرفيون يتحدون الاندثار ويحافظون على إرث الأجداد

دمشق تحيي فن الفسيفساء الخشبية: حرفيون يتحدون الاندثار ويحافظون على إرث الأجداد

رغم التحديات الاقتصادية وتناقص المهتمين، يواصل حرفيون دمشقيون الحفاظ على فن الفسيفساء الخشبية، رمزًا للإبداع والجمال الدمشقي الأصيل.

تعتبر دمشق مركزًا تاريخيًا لهذا الفن العريق الذي يعود إلى الحقبة العثمانية، حيث تزينت القصور والمساجد والبيوت بتحف فنية مصنوعة من الخشب.

الفسيفساء الخشبية تعكس أناقة الفن الإسلامي الهندسي، وتحول الخشب إلى لوحات فنية تجسد روح دمشق المعمارية. وقد انتقلت هذه الحرفة عبر الأجيال بفضل التفاني والعمل اليدوي المتقن.

تتكون الفسيفساء من قطع خشبية صغيرة يتم تركيبها بدقة لتشكيل أنماط هندسية بديعة، وتزين بعرق اللؤلؤ، لتتحول إلى تحف فنية مثل الصناديق والكراسي والطاولات وإطارات المرايا.

تنتشر ورش الفسيفساء الخشبية في أحياء دمشق القديمة، حيث يمضي الحرفيون أيامًا وأشهرًا لإنتاج قطعة فنية متكاملة.

عائلة الحموي في باب توما تعد من آخر العائلات التي تحافظ على هذا الفن، حيث يعمل الأخوان الحموي في ورشة والدهما منذ 60 عامًا.

يواجه الحرفيون صعوبات اقتصادية وانقطاعات في التيار الكهربائي، لكن التحدي الأكبر هو عزوف الشباب عن تعلم المهنة.

الأخوان الحموي تحدثا لمراسل الأناضول عن تفاصيل المهنة وجهودهم للحفاظ عليها.

إيلي الحموي، البالغ من العمر 66 عامًا، ورث المهنة عن والده ويأسف لعدم اهتمام أبنائه بها.

يقول إيلي الحموي: "ورثت هذه المهنة من والدي وأمارسها منذ أن كنت في الثانية عشرة من عمري. والدي حافظ عليها طيلة 80 عامًا. المهنة صعبة وتتطلب صبرًا وجهدًا كبيرين. العائلات لا تسمح لأولادها بالدخول في هذه المهنة."

ويضيف: "أكبر مشكلة نواجهها هي انقطاع الكهرباء. معظم الحرفيين هاجروا أو توفوا. أنصح الشباب بتعلّم هذه المهنة التي ستحقق لهم مستقبلًا جيدًا."

جهاد الحموي، الذي يعمل في المهنة منذ عام 1980، يوضح أن المهنة لم تعد كما كانت في السابق.

يقول جهاد الحموي: "في الماضي، كان التجار يقدّرون عملنا، أما اليوم فهم يريدون كل شيء بثمن زهيد. تجهيز قطعة واحدة قد يستغرق شهورًا. العمل اليدوي لا يُقدّر بثمن."

ويضيف: "كان السياح يُعجبون بجمال هذا الفن. تلقينا عروضًا للعمل في الخارج، لكن والدي رفض ذلك. كنا قبل عقود نصدر منتجاتنا إلى أوروبا."

مشاركة المقال: