الإثنين, 16 يونيو 2025 09:19 AM

منشقو الإعلام السوري: قصص من قلب الثورة ومعاناة في المنفى

منشقو الإعلام السوري: قصص من قلب الثورة ومعاناة في المنفى

منذ منتصف آذار 2011، أعلن صحفيون سوريون تمردهم على الإعلام الرسمي، رافضين سياسات النظام وآلته القمعية. دفع الكثير منهم ثمن هذا الموقف، حيث وُضعت أسماؤهم على قوائم الاعتقال، وقُتل بعضهم.

هؤلاء الصحفيون، الذين عملوا في المؤسسات الرسمية، غطّوا الأحداث من داخل سوريا في ظروف قاسية، وبعضهم جمع بين العمل الصحفي والإغاثي، بالتنسيق مع ناشطين لنقل الحقيقة.

قبل الثورة، شارك صحفيون من الإعلام الرسمي في فعاليات احتجاجية، طمعًا في انطلاق شرارة التغيير في سوريا. وعندما اندلعت الثورة، كانوا في الصفوف الأمامية للمتظاهرين في درعا ودوما وغيرها.

لقد كتبوا "روايات برائحة الدم"، وفضحوا جرائم النظام. قُتل زملاء لهم مثل مصعب العودة الله وأكرم رسلان ومهران الديري، واعتُقل العشرات، وتلقى المئات تهديدات بالقتل.

في مناطق النزوح واللجوء، قدم هؤلاء الصحفيون نموذجًا مشرفًا، وأداروا فرقًا للتحرير، وأنتجوا أفلامًا وثائقية، وكتبوا عن التعذيب والقتل ومعاناة السوريين. كما ساهموا في تدريب جيل جديد من الإعلاميين.

عملوا في كبرى وسائل الإعلام العربية والدولية، وأسسوا مؤسسات إعلامية في المنفى، رغم الصعوبات المادية وتراجع الحريات في بعض الدول.

خلال 14 عامًا، عانى الصحفيون المنشقون الكثير، وفقدوا أحباء وزملاء وبيوتًا، وعاشوا بلا موارد رزق. وبعد سنوات، زار أحدهم وكالة "سانا"، وشعر بالحزن والغربة، بعد أن كان قد خرج منها رافضًا أكاذيب النظام.

لم يتوقفوا بعد خروجهم من سوريا، وما فعلوه كان واجبًا. ورغم الرعب الذي عاشوه في "سانا"، عادوا وغنوا في الساحة التي هُددوا فيها، منتصرين كأحرار ومهزومين كمنشقين.

طوبى للغرباء في بلادهم.

مشاركة المقال: