في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه قطاع الزراعة، برزت الحاجة الملحة لإيجاد حلول عملية ومستدامة تضمن استمرارية الإنتاج الزراعي مع الحفاظ على صحة التربة والبيئة. الاعتماد على الأسمدة الكيميائية أصبح مصدر قلق بيئي وصحي، ما يحفز على البحث عن بدائل طبيعية وآمنة. من هنا تتجلى أهمية تحويل المخلفات الزراعية إلى سماد عضوي طبيعي، ليبرز دوره كمحور رئيسي في مسيرة التنمية الزراعية المستدامة.
إعادة إحياء
أكد المهندس الزراعي أحمد كيوان على أهمية إعادة إحياء الزراعة العضوية، التي تعود بالنفع على البيئة والصحة العامة. ويوضح خلال حديثه مع صحيفة “الحرية” أن السماد “الفيرمي كمبوست” يعد بديلاً طبيعياً وفعالاً للأسمدة الكيميائية، إذ يتميز بارتقاء جودته في جميع مراحل الزراعة، مع مقاومته لمحدودية الانتشار نتيجة ضعف ثقافة استخدامه بين المزارعين.
وبين كيوان دور دودة الأرض المهم في ذلك، حيث وصفها تشارلز داروين بـ “معدة الأرض”، كركيزة حيوية لتحسين جودة التربة وتحويلها من تربة عقيمة إلى تربة خصبة، من خلال عمليات التكاثر الطبيعية التي تزيد من قدرتها على إنتاج السماد الطبيعي.
ودعا كيوان المزارعين إلى تبني ثقافة استخدام السماد العضوي، مؤكداً أن مسؤولية المجتمع الزراعي تتطلب اتخاذ خطوات فعالة نحو زراعة صحية ومستدامة، مع التركيز على التعاون في توعية المزارعين بأهمية سماد “الفيرمي كمبوست”، لما يتيحه من فوائد بيئية وصحية، ويضمن تحسين الإنتاجية دون الإضرار بالتربة والكائنات الحية.
وفي إطار المبادرات البناءة، ذكر كيوان مشروع “فيرمي كومبست” الذي يهدف إلى إنتاج سماد عضوي عالي الجودة وفق معايير عالمية، مع الالتزام بالشفافية وحماية الأحواض من القوارض والحشرات، مع الاهتمام بالمواعيد وطول مدة الإنتاج، والعمل على تخزين السماد في أماكن ذات درجة برودة مناسبة للحفاظ على خصائصه، ومن ثم تسويقه عبر عروض مجانية وأسعار مناسبة للمزارعين، مع سوق محدد لبيع الدود والسماد بجودة متنوعة.
وأكد كيوان على أهمية السماد العضوي لما يلعبه من دور في تجاوز مجرد تحسين التربة؛ فهو ضرورة لإحيائها وتعزيز الكائنات الحية النافعة، والمساعدة على القضاء على الآفات والأمراض، مما يضمن إنتاج نباتات صحية وخالية من المبيدات والأمراض.
وأوضح كيوان في نهاية حديثه أن مشروع “فيرمي كومبست” يسعى لتعزيز الزراعة العضوية المستدامة، مؤكداً أن فوائده الصحية والبيئية تمثل استثماراً حيوياً لمستقبل زراعي أكثر صحة واستدامة، يضمن حماية البيئة وصحة الأجيال القادمة.