في المكتبة الوطنية بدمشق، انطلقت فعاليات معرض "حروف في وجه الرصاص"، ملتقى لفنانين وخطاطين سوريين وعرب، يهدف إلى إحياء فن الخط العربي والتأكيد على قوة الكلمة في مواجهة التحديات. المعرض يحمل رمزية سياسية وثقافية عميقة، خاصةً وأنه يقام في مبنى تحول من رمز للسلطة إلى مكتبة وطنية متاحة للجميع.
الخطاط محمد كامل أيوب، عبّر عن سعادته بالعودة إلى دمشق بعد غياب طويل، مشيراً إلى أن المعرض يمثل حدثاً كبيراً بوجود خطاطين من مختلف أنحاء العالم. وأكد على أهمية المشاركة في هذا الحدث الفني المتميز.
من جهته، وصف المتطوع محمد رحابي من فريق "هذه حياتي" المعرض بأنه تعبير عن الثورة، مؤكداً على قوة الكلمة وتأثيرها الأقوى من الرصاص في بعض الأحيان. وأشار إلى أن اللوحات المعروضة تمثل الكلمات الأولى التي خطها الشعب في بداية الثورة، وعرضها اليوم في مكان كان يحمل اسم الديكتاتور يحمل رمزية كبيرة.
الفنان مرهف عبد الحميد، سلط الضوء على البعد الهوياتي للخط العربي، مبيناً أن النظام السابق كان يمنع ظهوره لارتباطه بالهوية الإسلامية والعربية. واعتبر المعرض ردّاً على سنوات طويلة من التهميش.
"حروف في وجه الرصاص" ليس مجرد معرض فني، بل هو مساحة للذاكرة والهوية، حيث يلتقي الفن بالثورة، والكلمة بالحرف، والكرامة بالخط العربي الأصيل.