الثلاثاء, 17 يونيو 2025 07:43 AM

دمشق تستعيد جمالياتها: معرض "حروف في وجه الرصاص" يحتفي بالخط العربي بعد سنوات من التهميش

دمشق تستعيد جمالياتها: معرض "حروف في وجه الرصاص" يحتفي بالخط العربي بعد سنوات من التهميش

دمشق-سانا: تحت رعاية وزارة الثقافة، وبمشاركة متميزة من الخطاطين السوريين من مختلف أنحاء العالم، افتُتح في المكتبة الوطنية بدمشق معرض الخط العربي الأول بعد التحرير، تحت عنوان "حروف في وجه الرصاص".

يستمر المعرض حتى 30 حزيران الجاري، ويضم أعمالاً لـ 45 خطاطاً سورياً، يقيم أغلبهم خارج البلاد. اختار الفنانون موضوعات مستوحاة من الثورة، معاني الشهادة والتضحيات، وتفوح من اللوحات آيات من القرآن الكريم تجسد الانتصار للمظلومين.

خلال حفل الافتتاح، صرح معاون وزير الثقافة، السيد سعد نعسان، بأن الوزارة تولي اهتماماً خاصاً لإعادة مكانة الخط العربي الرفيعة، بعد أن قيدها النظام السابق وهمشها كبقية جوانب الثقافة. وأكد أن الثقافة في سوريا تنهض من بين الأنقاض، مستلهمةً من التاريخ والتراث أسس المستقبل.

وأضاف نعسان: "نستذكر العبارات التي خطتها الأيادي الثائرة في كفرنبل وغيرها، والتي أصبحت رمزاً عالمياً للحرية ومقاومة الظلم والاستبداد. كما نستذكر كلمات 'حرية حرية' والعبارات الأولى التي خطها أطفال ورجال درعا وغيرها على الجدران والساحات، والتي قوبلت بالوحشية والإجرام، وكانت الشرارة التي أشعلت الثورة السورية العظيمة." وأكد على الدور الكبير للخطاطين في حفظ النضال، واستمرار مسيرة الخط العربي في سوريا بدوره التاريخي والفني والثقافي، وهويته المتجددة، داعياً جميع الخطاطين السوريين إلى العودة إلى وطنهم وتأسيس رابطة تجمعهم وتعزز مكانتهم.

من جهته، أكد ممثل الخطاطين، هيثم سلمو، أن الخط العربي كان مستهدفاً بصورة غير معلنة، في سياق التمييع الثقافي الذي اتبعه النظام السابق في ميادين الفكر والأدب والفن، منتقداً تصنيف الخط العربي تحت اسم الجمعية الحرفية لصناع الآرمات، ومطالباً بمعالجة هذا الأمر فوراً، والشروع في إنشاء أكاديميات ومدارس لتدريس الفنون الإسلامية.

وأعرب سلمو عن أمله في أن يتبوأ الخط مكانته اللائقة بحرف القرآن الكريم في سوريا، حيث نشأ هذا الفن وازدهر.

لوحة المهرجان للخطاط نضال إبراهيم آغا، والتي تحدث عنها أستاذه الخطاط عدنان الشيخ عثمان، حملت جملة "لقد صمنا عن الأفراح دهراً وأفطرنا على طبق الكرامة"، ونُفذت بخط الثلث الجلي، مشيراً إلى أن سوريا تحتل المرتبة الأولى عالمياً في الخط العربي منذ عام 1986.

أما الخطاط نبيل غانم، فأشار إلى أنه تعمد كتابة اللوحة التي شارك بها بالخط الديواني لتتناسب مع اسم المعرض، واختار بيت الشعر المشهور لأبي تمام: "السيفُ أصدق أنباء من الكتب"، كرمز للبطولة والشجاعة، مؤكداً أن هذا المعرض يحمل طابعاً خاصاً لتزامنه مع استمرار أفراح التحرير.

الخطاط محمود دوشو دعا إلى ضرورة تفعيل مادة الخط في المدارس، مؤكداً أن الخط تراث إسلامي يتطلب التوسع والاهتمام به مستقبلاً. فيما أعرب الخطاط عاصم الرهبان عن أمله في أن تكون الفعاليات القادمة المتعلقة بالخط العربي أضخم وعلى مستوى عالمي، أسوة بالفعاليات العالمية التي يشكل الخطاط السوري نواتها.

واعتبر الدكتور عمر شحرور أن المعرض يؤكد عودة الخطاط السوري لتقديم لوحات فنية جميلة في بلده، بعد أن سعى النظام السابق لتهميشه نظراً لارتباطه الوثيق بالدين الحنيف، مؤكداً أن الخط العربي لا يقتصر على الخط بحد ذاته، بل هو أيضاً تربية وثقافة وجمال.

الشابة بيان محمد وصفت اللوحات بأنها ليست عادية، بل أيقونات لافتة للخط العربي الفريد، وحضرت خصيصاً لرؤية أعمال الخطاط سليمان إسماعيل. بينما أكدت طالبة الأدب العربي آلاء عرفة بأن الخط العربي يشكل بعداً ثقافياً مهماً لكل دارس ومهتم ومتابع، ويجب على أفراد المجتمع الاهتمام به.

مشاركة المقال: