الأربعاء, 18 يونيو 2025 01:12 PM

الشاعر وسيم خضر: قصيدة النثر نافذتي إلى عالم بلا حدود

الشاعر وسيم خضر: قصيدة النثر نافذتي إلى عالم بلا حدود

وسيم خضر شاعر يمزج الواقع بالخيال في قصائده، يكتب النثر والهايكو بأسلوب فلسفي وبلاغة شعرية عميقة. صحيفة الحرية تحاورت معه للغوص في عالمه:

* لكلّ شاعر بصمته الخاصّة، فكيف كانت البداية؟

– بدايتي كانت خجولة، ثم وجدت صوتي في تفاصيل صغيرة، من نظرة ووجع عابر. بصمتي تكوّنت حين آمنت أن الشّعر هو طريقتي للنّجاة. بدأت من الدهشة، حين لم أفهم العالم، فقررت أن أكتبه.

* تكتب قصيدة النّثر والهايكو، أين تجد نفسك أكثر؟ وما الفرق بينهما؟

– قصيدة النّثر تمنحني القدرة على الانسياب بلا حدود، أما الهايكو فهو صفاء اللحظة ودقّة الشّعور. الهايكو يمنحني روحانيّة مختصرة تشبه تأمّلاً صوفيّاً في لحظة برق.

شاهد هايكو: نافذتها تلتهم الليل، القمر منزل المحبوبة. ضوء نافذة يخترق الظل، كأنه قلب أمٍّ تنتظر.

وشاهد نثري: في عينيك حتميّة الوجود، بزوغ الفجر، ابتهال والدتي. أكتب كمن يرممُ باباً مكسوراً.

* كيف تنظر للعلاقة بين القصيدة والنّقد؟ وهل تعرّضت للنقد؟

– النّقد يشبه الرّياح، إن كانت ناعمة تساعد الطّائرة على التّحليق، وإن كانت عاصفة قد تعوقها. نعم، تعرّضت للنّقد، لكنّني لم أسمح له بأن يهزّ إيماني بالكتابة.

* هل للشّعر زمان ومكان محدّد؟ وهل من طقوس خاصّة للكتابة؟

– الشّعر لا يتقيّد بالزّمن، أكتب حين لا يكون هناك أحد، أحتاج إلى العزلة والسّكون الدّاخلي العميق. القصيدة تدخل حين لا تكون مستعداً.

صرخة طفل، صفير قطار، الشعر يحتاج شقاً في الجدار. منتصف الليل البحر يرتدي الفضّة، يحدّث القمر الجبل.

* ماذا تناولت في شعرك؟ وما أهمّ القضايا التي تحرّضك على الإبداع؟

– كتبت عن الحبّ كفلسفة، عن الغياب كمعنى، عن الوطن كجرح نازف، وعن الذّات كطفل تائه. يحرّضني على الكتابة الحنين الدّفين لكلّ ما فقدته.

كلما مررت على وطن في قلبي سألني وجهي: من تكون؟ وكلما كتبت شعرت بأنني أرجع إلى بيت بلا جدران.

* ما مدى تأثّر الحركة الثّقافيّة بالواقع الرّاهن؟ وكيف ترى المشهد الثّقافيّ؟

– الحركة الثّقافيّة تتأثّر بالواقع، لكنّها تتجاوزه أيضاً. الثّقافة تخوض صراعاً بين الاستهلاك السّريع والتّأمّل البطيء. أراها تنبض رغم كلّ القيود.

الحبر يختنق إن لم تفتح نوافذ المعنى والكلمة تهاجر إن لم تجد وطناً ينصت.

* ما القصيدة التي تعتبرها ذاكرتك؟

– قصيدة كتبتها وأنا أترنّح بين الحنين والخوف، وما زالت تسكنني كلّما تساءلت: من أنا في هذا الزّمن؟

واختار هذا المقطع: كلما كتبت مذكّراتي عن عشقي عدتُ منتشياً إلى سنّ الرابعةَ عشر كانت معلّمتي. وتأثرت بالرّحيل فكتبت: غادرت دون أن تغلق الباب وكلما هبّت ريح ظننتها عائدةً لكنها كانت فقط… الحياة.

* برأيك، ما مدى قرب الشّاعر من نصّه ومن الواقع؟ وهل المتلقّي يستطيع كشف ذلك من خلال النّصّ؟

– الشّاعر الحقيقيّ يتسرّب إلى كلماته. المتلقّي الحيّ يشعر بالنّفس، يعرف أنّ هذه القصيدة لم تُكتب من فراغ. الشاعر لا يستطيع الكذب كثيراً.

لا أراكِ بعيني، جوارحي تلامسك. حرارة الحبّ في القلب شوق، لقاء الحبيب. موجات مدّ وجذر، لذّة لهفتي. بين أناملي تتسرب موجة، شَعرك.

لا تسأل النص عن صاحبه، أنظر في عيني القصيدة فإن بكت فهو هناك وإن ضحكت… فربما كانت تتهرّب.

* هل من مجموعات سترى النور قريباً؟

– أعمل حالياً على إصدار مجموعة تضم قصائد متنوعة بين نصوص الهايكو و النثر. ولدي مجموعة هايكو جاهزة للطباعة تحت عنوان (ظلال القمر) ومجموعة نصوص نثرية تحت عنوان (بين السّطرين) وكم أطمح لأن أنهي مجموعة في القصّة القصيرة جداً تحت عنوان (ارتباك الألوان.)

مشاركة المقال: