الأربعاء, 18 يونيو 2025 02:29 AM

مساكن برزة: تدهور الخدمات يفاقم معاناة الأهالي في دمشق

مساكن برزة: تدهور الخدمات يفاقم معاناة الأهالي في دمشق

تعاني منطقة مساكن برزة في العاصمة دمشق من تفاوت كبير في توافر الخدمات الأساسية، ما يجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة للسكان، في ظل غياب حلول جذرية. وتتركز أبرز الأزمات في انقطاع المياه، وضعف الكهرباء، وتردي نوعية الخبز، وتدهور مستوى النظافة العامة، حيث يشتكي الأهالي من غياب برنامج واضح للتعامل مع النفايات، إلى جانب عدم تفريغ الحاويات بشكل دوري، ما يحوّل النظافة إلى هاجس مزمن.

مياه غير كافية تضغط على العائلات في حديث خاص، يقول محمد الشمالي، أحد سكان المنطقة: "المياه غير منتظمة ولا تكفي حاجات العائلات"، وأنّ هذا الواقع "يدفع البعض إلى تقنين الاستهلاك، أو اللجوء إلى شراء المياه، ما يضيف أعباء مالية لا يحتملها الكثيرون". ويشير إلى أن انقطاع المياه أحيانًا يتجاوز عدة أيام، دون أي جدول واضح للتوزيع، ما يزيد من التذمر الشعبي في ظل ارتفاع الأسعار.

بسطات عشوائية تغلق الشوارع من جهته، يصف أبو عبد الشامي حال سوق الخضار في مساكن برزة بأنه "أشبه بـ(مستعمرة) للبسطات الجوالة التي تنتشر عشوائيًا على جانبي الطريق، وتمنعنا من الوصول بسياراتنا إلى السوق". ويضيف أن هذه الفوضى تُصعّب حركة المشاة والمركبات على حد سواء، وتُعقّد قدرة الأهالي على تأمين حاجاتهم اليومية، خاصة في ظل غياب أي تنظيم أو رقابة فعلية من الجهات المعنية.

لجنة حي مثيرة للجدل وفي انتقاد واضح لإدارة الحي، يصف "م.د"، أحد المقيمين في مساكن برزة، لجنة الحي بأنها "أسوأ لجنة في دمشق، ورئيسها ضابط سابق في جيش النظام البائد". ويؤكد أنّ اللجنة لا تعبّر عن السكان، متهماً جلّ أعضائها بأنهم من أعوان النظام السابق ولا يلبّون طموحات الأهالي، وفق تعبيره. ويختم حديثه بالقول: "نحن غير راضين عن لجنة الحي"، ونطالب الجهات المعنية باستبدال هذه اللجنة بأخرى منتخبة تمثّل صوت الناس الحقيقي. هذه الاتهامات تضعها منصة "سوريا 24" في ملعب محافظة دمشق للتحقيق فيها والتأكد من صدقيتها، مع التأكيد على أنّ فريق التحرير في المنصة يفتح باب الرد المهني لكلّ المواطنين، سواء من ناحية نفي تلك الاتهامات أو إثباتها.

تحسن جزئي في الازدحام المروري أما على صعيد المرور، فيرى بسام ليلا أن مشكلة الازدحام لا تزال حاضرة بقوة، لكنه يشير إلى بعض التحسن التدريجي بفضل انتشار عناصر الشرطة في نقاط محددة، ما ساهم – حسب رأيه – في تخفيف الضغط وتسهيل حركة المركبات، ولو جزئيًا.

برزة تنتظر من يسمع صوتها يبقى واقع مساكن برزة نموذجًا لمعاناة شريحة واسعة من سكان دمشق، حيث تتراكم المشكلات اليومية دون حلول مستدامة، فيما لا يزال صوت الناس بحاجة إلى من يسمعه، ويتعامل معه بجدية واحترام لحقوقهم الحياتية.

مشاركة المقال: