السبت, 21 يونيو 2025 07:28 PM

وسيم الأسد: من النفوذ إلى الاعتقال.. قصة فساد في سوريا

وسيم الأسد: من النفوذ إلى الاعتقال.. قصة فساد في سوريا

وُلد وسيم بديع الأسد عام 1980، وهو ينتمي إلى عائلة رئيس النظام السابق بشار الأسد. هو نجل بديع بن عزيز بن سليمان الأسد، الذي لم يكن شخصية بارزة داخل العائلة، ولكنه كان من المقربين لأركان النظام السابق، وخاصة ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة، مما منحه نفوذاً واسعاً داخل أروقة السلطة. والده تزوج من عدة نساء وله عدد من الإخوة.

الاتهامات والأنشطة المشبوهة

برز اسم وسيم الأسد بسبب اتهامات خطيرة تتعلق بالفساد وتجارة المخدرات. قاد شبكات واسعة لتهريب وتوزيع المخدرات، وخاصة الكبتاغون، من سوريا إلى دول الخليج والعراق، بالتعاون مع شخصيات لبنانية، أبرزها نوح زعيتر، وبدعم من الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد. أسس شركة “أسد الساحل” للاستيراد والتصدير كغطاء لهذه الأنشطة. نتيجة لذلك، فُرضت عليه عقوبات أمريكية لدوره البارز في إنتاج وتصدير الكبتاغون.

مظاهر النفوذ والثراء

استغل وسيم نفوذه لفرض سيطرته على المشاريع الاقتصادية داخل سوريا، بما في ذلك افتتاح مقالع لمواد البناء في الضمير بريف دمشق، بحضور شخصيات رسمية من النظام السابق. كما استعرض أسلوب حياته المترف من خلال نشر صور لسيارات فاخرة وأماكن راقية، على الرغم من التدهور الاقتصادي الذي يعاني منه معظم السوريين، مما أثار استياءً حتى بين الموالين.

الظهور الإعلامي والخطاب المستفز

لم يكن وسيم الأسد شخصية سياسية رسمية، لكنه شارك في دعم النظام من خلال تنظيم مسيرات وتأسيس مجموعات موالية. انضم لفترة وجيزة إلى “الفيلق الخامس اقتحام” المدعوم روسيًا. أثار الجدل بمقاطعه المصورة وتصريحاته الاستفزازية التي تضمنت تهديدات للمنتقدين، وحصل على تكريم رسمي بصفته “مفكرًا وطنيًا”، الأمر الذي أثار سخرية واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.

إرث من الفساد

ارتبط اسمه بقضايا فساد متكررة، بما في ذلك الاستيلاء على أملاك معارضين، وغسل أموال، واستغلال النفوذ لتحقيق مكاسب شخصية، مما جعله رمزًا للفساد المستشري في بنية النظام. أثار سلوكه الاستفزازي وأسلوب حياته المتباهي، بالإضافة إلى اتهامه بتهريب وترويج المخدرات، غضبًا شعبيًا متزايدًا، حتى من داخل بيئة النظام السابق، حيث اعتبره الكثيرون تجسيدًا للوجه الحقيقي للفساد السلطوي.

الاعتقال وتحقيق العدالة

في تطور غير مسبوق، أعلنت وزارة الداخلية السورية عن إلقاء القبض على وسيم الأسد بعد كمين محكم نُفّذ بالتعاون مع جهاز الاستخبارات، وذلك أثناء محاولته العبور على الحدود السورية اللبنانية. اعتُبر هذا الحدث خطوة رمزية مهمة في إطار محاولات الدولة لإعادة ترتيب المشهد الأمني ومكافحة الجريمة المنظمة.

خلاصة

جسّد وسيم بديع الأسد صورة مصغرة لمنظومة النخبة السورية التي استغلت نفوذها لتحقيق أرباح ضخمة من تجارة المخدرات والمشاريع الاقتصادية، مقابل إفقار الشعب الذي عانى أزمات خانقة. ظل اسمه يتردد ضمن قائمة الشخصيات المتورطة بالفساد والتهريب، قبل أن تتحقق العدالة أخيرًا بإلقاء القبض عليه.

مشاركة المقال: