الأحد, 22 يونيو 2025 01:58 AM

كارثة بيئية وصحية في العجمي: ري المحاصيل بمياه الصرف الصحي يهدد السكان

كارثة بيئية وصحية في العجمي: ري المحاصيل بمياه الصرف الصحي يهدد السكان

يواجه سكان منطقة العجمي بريف درعا الغربي خطرًا صحيًا وبيئيًا متزايدًا نتيجة استخدام المياه الآسنة في ري المحاصيل الزراعية. تفاقمت هذه المشكلة بسبب انسداد شبكة الصرف الصحي وشح مياه الري، مما دفع بعض المزارعين إلى اللجوء إلى هذه الممارسة الخطيرة.

أفاد المواطن رياض الجاسم بأنه اضطر إلى إجلاء عائلته مرتين من منزله بسبب فيضان مياه الصرف الصحي، وهي معاناة يشترك فيها معظم سكان القرية. تتفاقم المشكلة في الحيين الغربي والجنوبي، حيث تدخل المياه الآسنة إلى المنازل بسبب انخفاض المنطقة.

على الرغم من جهود المجتمع المحلي لفتح القسطل الرئيسي للصرف الصحي عبر التبرعات، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، مما دفع البعض إلى تسريب المياه الآسنة إلى الوادي المحاذي للقرية، الأمر الذي فاقم التلوث البيئي وانتشار الحشرات الضارة، بحسب ما ذكره علي الحشيش.

أشار الحشيش إلى أن التعديات على الخط الرئيسي لري المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة هي أحد أسباب فيضان الصرف الصحي. وأضاف أن البلدية قدمت كتبًا لشركة الصرف الصحي في درعا، والتي استجابت بإرسال صهريج نضح و"صاروخ تسليك" على فترات متفرقة.

من جهته، أوضح محجوب الحشيش أن مجلس بلدية تل شهاب يفتقر إلى الآليات والمعدات اللازمة للصرف الصحي، ويعاني من نقص في العمال المتعاقدين.

يعزو ذيب كيوان حدوث الفيضان إلى تكلس الرواسب في القسطل نتيجة انخفاض منسوب مياه الشرب وجفاف عيون العبد، بينما يرى إبراهيم الذيب أن السبب هو التعديات من قبل المزارعين الذين يستخدمون المياه الآسنة للري.

أوضح صلاح الحمد أن سرقة أغطية نقاط التفتيش أدت إلى دخول النفايات وتراكمها، مما تسبب في انسداد الخط الرئيسي.

على الرغم من محاولات المجتمع المحلي وشركة الصرف الصحي، لا تزال المشكلة قائمة وتزداد خطورتها في فصل الصيف بسبب انتشار البعوض والرائحة الكريهة وري المحاصيل الزراعية بالمياه الآسنة.

كشف إبراهيم الذيب عن دفع الأهالي مبالغ مالية للجنة الحي للمساهمة في إصلاح الخط الرئيسي. وأضاف رياض الجاسم أن قرية العجمي تشتهر بينابيع عيون العبد التي كانت تغذي المنطقة بمياه الري والشرب قبل جفافها.

في عام 2004، أبدت مؤسسة مياه درعا تخوفها من تلوث مياه الشرب في عيون العبد، المغذية لمدن جاسم وإنخل والحارة وسملين وزمرين، بسبب تسرب مياه الصرف الصحي. وقد توقف العمل في محطة تنقية مدمجة أقيمت لمعالجة هذه المشكلة عام 2012، ثم أعيد تفعيلها عام 2018، إلا أن المياه الآسنة لم تعد تصل إليها بسبب الانسداد.

مشاركة المقال: