تتصاعد حدة التوتر مع استمرار الغارات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، وذلك عقب هجوم ليلي إيراني خلف أضرارًا كبيرة في مناطق إسرائيلية.
أعلنت وزارة الصحة في إيران عن مقتل ما لا يقل عن 400 شخص، معظمهم مدنيون، نتيجة للضربات الإسرائيلية التي بدأت في 13 حزيران/يونيو، والتي ردت عليها الجمهورية الإسلامية بإطلاق صواريخ ومسيرات. وأوضح المتحدث باسم الوزارة، حسين كرمان بور، أن الهجمات الإسرائيلية أودت بحياة أكثر من 400 إيراني وأصابت 3056 آخرين بجروح.
ذكرت وكالة "إيسنا" الإيرانية أن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون في هجوم إسرائيلي استهدف معسكر تدريب للحرس الثوري الإسلامي في مدينة تبريز شمال غرب البلاد، والتي تعرضت مرارًا لهجمات منذ بدء العملية الإسرائيلية ضد إيران في 13 حزيران/يونيو الجاري. وأفاد موقع "نور نيوز" بمقتل عنصرين من فرق الإغاثة في هجوم بمسيرات إسرائيلية استهدف مدينة خرم آباد غربي البلاد.
في سياق متصل، أعلنت شرطة محافظة كرمان عن اعتقال 14 شخصًا في مدينة جيرفت، بتهمة دعم "الكيان الصهيوني"، دون تقديم تفاصيل إضافية. ونقلت وكالة "تسنيم" عن مساعد المدعي العام في محافظة يزد، أنه تم إلقاء القبض على جاسوس أجنبي تابع لجهاز الموساد، بتهمة تزويد الموساد بمعلومات حساسة عن مواقع، من بينها مواقع تخص أنظمة الدفاع الجوي الإيراني.
على صعيد آخر، أعيدت خدمة الاتصال بالإنترنت جزئيًا في إيران، بعدما فرضت السلطات قيودًا صارمة عليها في خضم الحرب مع إسرائيل، حسبما أفادت منظمة "نتبلوكس" التي تُعنى بمراقبة الشبكة. وقالت المنظمة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن المؤشرات أظهرت عودة جزئية للاتصال بالإنترنت في إيران بعد حظر فرضته الحكومة لمدة 62 ساعة تقريبًا، مضيفة أن الخدمة لا تزال ضعيفة في بعض المناطق، ولا يزال الاتصال العام (بالشبكة) دون المستويات العادية. وكانت إيران قد فرضت "حظراً على الإنترنت على مستوى البلاد" وفقاً لـ"نتبلوكس"، ما أدى إلى أكبر انقطاع للإنترنت منذ الاحتجاجات الواسعة النطاق المناهضة للسلطات العام 2019.
في إفادته اليومية، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين إن الجيش الإسرائيلي يخوض واحدة من أكثر الحروب تعقيدًا في تاريخه، مشيرًا إلى تنفيذ "ضربات نوعية" ضد شخصيات ومنشآت عسكرية إيرانية. وأكد قتل سعيد إيزدي، القائد في الحرس الثوري الإيراني، واصفًا إياه بـ"المسؤول الأساسي الذي ربط بين إيران وحماس، وأحد مخططي هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر". وأضاف: "قتلنا قائد وحدة نقل الأسلحة في قوة القدس، وأحد قادة منظومة الطائرات المسيرة". ولفت إلى تنفيذ "ضربات معمقة على منشآت نووية إيرانية في أصفهان، واستهداف موقع لإنتاج أجهزة الطرد المركزي وقاذفات صواريخ غربي إيران". وقال المتحدث: "حرمنا النظام الإيراني من القدرة على إعادة بناء قدراته في المستقبل، وسنواصل عمليتنا حتى إزالة الخطر الإيراني بشكل كامل". وأكد الجيش الإسرائيلي أنه اعترض نحو 40 طائرة مسيرة منذ الليلة الماضية، وأكثر من 470 طائرة مسيرة إيرانية منذ بدء العملية العسكرية.
أعلن الجيش الإسرائيلي السبت شن ضربات على "بنى تحتية عسكرية" في جنوب غرب إيران. وقال الجيش في بيان "تشن طائرات سلاح الجو الحربية في هذه الاثناء غارات تستهدف بنى تحتية عسكرية في جنوب غرب إيران". وأفادت صحيفة "شرق" الايرانية بسماع دوي "انفجارات قوية" في مدينة الأهواز. ولم تقدّم الصحيفة تفاصيل بشأن هذه الأصوات التي سمعت في الأهواز، مركز محافظة خوزستان الغنية بالنفط والحدودية مع العراق. في وقت سابق، أفادت وكالة "إيسنا" بأن "الكيان الصهيوني استهدف مركزاً عسكرياً في مدينة شيراز بمحافظة فارس جنوبي البلاد"، وأوضحت أن الهجوم "نُفذ صباح اليوم، وأدى إلى تصاعد الدخان بعد إصابة المبنى العسكري بشكل مباشر". وأعلن الجيش الإسرائيلي عن "تنفيذ هجوم دقيق الليلة الماضية على منصة إطلاق مزدوجة للطائرات المسيّرة كانت جاهزة للإطلاق في أصفهان".
على الصعيد الإسرائيلي، أوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن "خمس طائرات مسيّرة على الأقل تم اعتراضها في مناطق مختلفة من البلاد". وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن "الهجوم الإيراني الواسع بالطائرات المسيّرة شمل مناطق تمتد من شمال إسرائيل حتى جنوبها". وفي تقييم أولي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، "تُقدّر أن تنتهي العملية في إيران خلال أسبوعين"، إلا أن الجيش الإسرائيلي أوضح أنّه "من غير الواضح حتى الآن متى ستنتهي فعليًا". وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي: "علينا أن نستعد لحرب متواصلة، ونقوم بملاءمة التوقعات مع الجمهور"، مضيفاً: "لا تزال لدينا أهداف كثيرة لضربها في إيران".