الأربعاء, 18 يونيو 2025 04:54 PM

إسقاط أم مجرد حرب نفسية؟ غموض يحيط بمصير طائرة "إف-35" الإسرائيلية فوق إيران

إسقاط أم مجرد حرب نفسية؟ غموض يحيط بمصير طائرة "إف-35" الإسرائيلية فوق إيران

حلّق الطيار الإسرائيلي فوق غرب إيران على متن طائرة “إف-35” الشبحية، معتقدًا أن التكنولوجيا المتطورة تخفيه عن أعين الرادارات. كان يستعد لتنفيذ مهمة محددة بدقة، واثقًا من أن السماء خالية من التهديدات. لكن ما حدث لاحقًا غيّر المشهد كليًا.

ضربة مفاجئة من صاروخ إيراني – لم ينفجر عند الاصطدام – أصابت جناح الطائرة، فتسببت في فقدان السيطرة وسقوطها في دوامة عنيفة. اضطر الطيار للقفز بالمظلة، ليجد نفسه في أرض خصم لا يرحم. لحظات مرت كأنها دهر، قبل أن يحيطه جنود وأضواء كاشفة. لم يعرف أحد ما إذا كان قد أُسر أو أُصيب أو نجا.

الرواية الإيرانية مقابل النفي الإسرائيلي

وفقًا لتقارير إعلامية إيرانية، فإن قوات خاصة ألقت القبض على طيار إسرائيلي بعد إسقاط طائرة “إف-35″، في حين أكد الجيش الإيراني بالفعل أنه استهدف مقاتلة شبحية غرب البلاد. لكن في المقابل، وصف مسؤولون إسرائيليون تلك الأنباء بأنها “مفبركة”، مؤكدين عدم سقوط أي طائرات إسرائيلية.

وفي غياب تأكيدات مستقلة، تبقى القصة معلقة بين احتمالات الواقعة الحقيقية وأجواء الحرب النفسية المتصاعدة.

هل إيران قادرة فعلًا على إسقاط “إف-35″؟

تمتلك إيران منظومة دفاع جوي معقدة ومتعددة الطبقات، تشمل أنظمة روسية مثل “إس-300” وأنظمة محلية مثل “باور-373”. هذه الشبكة تتيح – نظريًا – فرصة رصد الطائرات الشبحية، وإن بصعوبة بالغة.

“باور-373” والتحدي التكنولوجي

تعتبر إيران نظام “باور-373” المحلي مكافئًا لنظام “إس-300″، مع تحديثات تشمل رادارات “AESA” المتقدمة القادرة على تتبع أهداف متعددة ومقاومة التشويش الإلكتروني. في اختبار رسمي، تمكن رادار “باور-373” من رصد هدف بمقطع راداري صغير على بُعد يتجاوز 300 كيلومتر، مما يشير إلى إمكانية – وإن كانت محدودة – لرصد مقاتلات شبحية مثل “إف-35”.

ما يُعزز فعالية الدفاع الإيراني هو الدمج بين مختلف الأنظمة، مثل ربط “باور-373″ و”إس-300” بمركز قيادة موحد، إلى جانب رادارات إنذار مبكر مثل “مطالع الفجر”، الذي يُقال إنه قادر على رصد طائرات الشبح على مسافات كبيرة، وإن بدقة محدودة. هذا الدمج يتيح تبادل بيانات في الوقت الحقيقي، مما يصعّب على الطائرات المتخفية العمل بحرية.

كيف تتفوق “إف-35” في التخفي؟

رغم التهديدات، لا تزال “إف-35” واحدة من أكثر الطائرات العسكرية تقدمًا في العالم، بفضل تصميمها الفريد الذي يشتت موجات الرادار، وموادها التي تمتص الإشارات، وتخزينها للأسلحة داخل هيكلها لتقليل البصمة الرادارية.

تقنيات التخفي المتقدمة

الطائرة مصممة لتقليل الانعكاسات الرادارية والحرارية على حد سواء. يستخدم محركها تقنيات لتبريد العادم، مما يُقلل فرصة رصدها بالأشعة تحت الحمراء. كما أن قدرات الطائرة في مجال الحرب الإلكترونية، مثل التشويش والتخفي الإلكتروني، تمنحها ميزة إضافية في بيئة معادية.

هل هناك سوابق لإصابات محتملة؟

سجلت حوادث غير مؤكدة في السابق تشير إلى إمكانية تعرض “إف-35” لأضرار. في سوريا عام 2017، تحدثت تقارير عن إصابة إحدى الطائرات خلال غارة إسرائيلية، لكن الرواية الرسمية الإسرائيلية عزت الحادث إلى اصطدام بطائر. وفي حادثة أخرى، كادت طائرة أميركية من نفس الطراز تُصاب بصاروخ أُطلق من قبل الحوثيين، لكن الطيار نجح في تفاديه.

هل تتآكل أسطورة “إف-35″؟

سقوط “إف-35” – إن تأكد – سيكون حدثًا مفصليًا في توازنات الردع، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل على مستوى العالم. إذ تعتبر هذه المقاتلة أحد رموز التفوق الجوي الأميركي. وأي اختراق لها قد يُعيد رسم خرائط القوة والتكنولوجيا العسكرية العالمية، ويطرح تساؤلات جدية حول مستقبل أسلحة التخفي.

الجزيرة

مشاركة المقال: