السبت, 21 يونيو 2025 01:38 AM

توقعات بعودة مليون سوري من تركيا: ضغوط المعيشة وتغير الأوضاع في سوريا وراء القرار

توقعات بعودة مليون سوري من تركيا: ضغوط المعيشة وتغير الأوضاع في سوريا وراء القرار

مع اقتراب نهاية العام الدراسي في تركيا في 20 حزيران الجاري، تتزايد التوقعات بعودة أعداد كبيرة من السوريين إلى وطنهم. يعود ذلك لعدة عوامل، أبرزها انتهاء العام الدراسي، وارتفاع تكاليف المعيشة في تركيا، بالإضافة إلى التحسن النسبي في الأوضاع في مناطق مختلفة داخل سوريا.

ذكرت صحيفة "العربي الجديد" أن بوادر العودة بدأت تظهر من خلال تصريحات متكررة لسوريين يعتزمون المغادرة، وعرض ممتلكاتهم للبيع في تركيا، مما يشير إلى نية الاستقرار في سوريا بعد العودة.

توقع غزوان قرنفل، رئيس تجمع المحامين السوريين في تركيا، أن يصل عدد العائدين بعد انتهاء الدوام في المدارس إلى حوالي مليون ونصف المليون شخص. وأشار إلى أن انتظار الوثائق الدراسية للأبناء كان أحد الأسباب الرئيسية لتأخير العودة، بالإضافة إلى تدهور الأوضاع المعيشية في تركيا وتغير الوضع في سوريا.

من جهتها، رجّحت إيناس زيادة، عضو اللجنة السورية التركية المشتركة، أن يشهد العام الحالي عودة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، مع احتمال بقاء حوالي مليون شخص فقط ممن يحملون الجنسية التركية أو يمتلكون مشاريع وأعمالاً خاصة. وأشارت إلى أن امتلاك منزل في سوريا أصبح عاملاً حاسماً في اتخاذ قرار العودة، بينما يفضل آخرون البقاء بسبب غياب الاستقرار المادي أو المسكن.

وفي السياق ذاته، أكد جلال ديمير، المدير السابق لمخيم "نزيب" للاجئين، أن سوريا أصبحت بيئة أكثر جاذبية، حتى لغير السوريين، مع تحسن الأمان وتراجع الكراهية والعنف ضد اللاجئين في تركيا، خاصة في المناطق التابعة لأحزاب المعارضة التي قادت سابقاً حملات مناهضة للاجئين.

وفقاً لإحصاءات عام 2024، بلغ عدد الطلاب السوريين في المدارس التركية 819,265 طالباً، موزعين على مراحل التعليم المختلفة، بالإضافة إلى أكثر من 60 ألف طالب يتلقون تعليمهم في الجامعات التركية، في حين تجاوز عدد خريجي الجامعات من السوريين 17 ألفاً.

كشفت البيانات الرسمية عن تجنيس 238 ألف سوري بشكل استثنائي، من بينهم أكثر من 134 ألف بالغ، وقرابة 100 ألف طفل.

اعتبر التقرير أن السبب الأبرز وراء قرار العودة يتمثل في الغلاء المعيشي، حيث لا يغطي الحد الأدنى للأجور، البالغ حوالي 22 ألف ليرة تركية، تكاليف السكن والمعيشة، خاصة في المدن الكبرى كإسطنبول، حيث يصل إيجار المسكن إلى 20 ألف ليرة شهرياً.

يذكر أن حوالي 273 ألف سوري عادوا إلى بلادهم خلال الأشهر الستة الماضية، من أصل ما يزيد على 3 ملايين لاجئ سوري يقيمون في تركيا، بحسب تصريحات نائب الرئيس التركي جودت يلماز.

مشاركة المقال: