السبت, 21 يونيو 2025 09:54 PM

واشنطن تعرض وساطة بين إسرائيل ولبنان مقابل شروط في الجنوب

واشنطن تعرض وساطة بين إسرائيل ولبنان مقابل شروط في الجنوب

لم تشهد الأوضاع في الجنوب اللبناني تطورات مختلفة عن الأسابيع الماضية، حيث يستمر النزاع تحت رماد مشاركة "حزب الله" في جبهة "إسناد" قطاع غزة والخسائر التي لحقت به. لا تزال النقاط الخمس التي تتشبث إسرائيل بالبقاء فيها تشهد توتراً وهجمات متبادلة.

يصعب إيجاد طريقة تلقائية لإنهاء حالة التشرذم وإعادة الاستقرار الدائم على الحدود الجنوبية. وقد أشار المبعوث الأميركي توماس باراك إلى صعوبة المهمة، مؤكداً أنه لو كان لديه حل للنزاع لما أتى إلى لبنان. السؤال المطروح: هل يمكن لجولة باراك أن تساهم في تسريع إيجاد الحل المنتظر؟

الملف اللبناني الجنوبي حظي بأهمية كبيرة خلال المشاورات في القصر الجمهوري، حيث أطلع الرئيس عون ضيفه على أولوية التجديد لقوات حفظ السلام في جنوب لبنان، مع التأكيد على أهمية دعم الولايات المتحدة الأميركية لهذا المطلب اللبناني الذي يصب في مصلحة لبنان ومواطنيه.

في معطيات لـ"النهار"، طلب رئيس الجمهورية من باراك المساعدة في الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس في الجنوب اللبناني. نصح باراك بالإسراع في تنفيذ الترتيبات الخاصة بإزالة مخازن أسلحة "حزب الله" في جنوب الليطاني وتفكيك منشآته ومخازن أسلحته، وهي المهمة التي أنجز الجيش اللبناني غالبيتها جنوب الليطاني.

أعطى باراك انطباعاً للرئاسة الأولى بأن واشنطن يمكن أن تتدخل في وساطة هادفة لانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس، شرط إنجاز الجيش اللبناني مهمته في جنوب الليطاني. كما أكد أهمية تحييد لبنان عن الحرب بين إسرائيل وإيران، ونصح بمتابعة مهمة نزع سلاح "حزب الله".

اتضح أن المطلب الأميركي الأكثر إلحاحاً يتمثل في انسحاب "حزب الله" تماماً، خاصة من منطقة جنوب الليطاني. أكد رئيس الجمهورية أن الجيش اللبناني يقوم بواجباته مع تطويع جنود إضافيين لإرسالهم إلى الجنوب اللبناني. وقد تم تفكيك عدد من المراكز العسكرية الفلسطينية شمال الليطاني.

لم يغفل عون ملف ترسيم الحدود البرية انطلاقاً من أهمية الانسحاب من النقاط الخمس، وأظهر باراك مرونة في إمكان التجاوب مع المطالب اللبنانية دون طرح أفكار أميركية إضافية لترسيم الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل حالياً. لا توجد ترجيحات لبنانية رسمية في القدرة على التوصل إلى حل سريع لترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، ومن المبكر الحديث عن اتفاق سلام بين البلدين.

هل أوكل باراك إدارة "تعاريج القضايا" بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى حل للنزاع؟ في معطيات لـ"النهار"، يهتم باراك مؤقتاً بالملفات اللبنانية حالياً حتى تعيينه أو تعيين غيره رسمياً مبعوثاً خاصاً إلى لبنان. واتضح أثناء زيارته أن هناك تهيئة أميركية لتعيين مورغان أورتاغوس مستشارة للقائمة بالأعمال في البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، لكن نقلها بين الوظيفتين لم يحصل رسمياً حتى الآن. في الاستنتاج، يقترح باراك مساعدة لبنان وسيكون من الأكثر متابعة للملفات اللبنانية في هذه الفترة على مستوى الإدارة الأميركية.

مشاركة المقال: