السبت, 21 يونيو 2025 09:57 PM

الرقة تستعيد عافيتها التعليمية: عودة امتحانات شهادة التعليم الأساسي بعد غياب دام سنوات

الرقة تستعيد عافيتها التعليمية: عودة امتحانات شهادة التعليم الأساسي بعد غياب دام سنوات

بعد انقطاع دام أكثر من اثني عشر عامًا، استأنف 8,300 طالب وطالبة من طلاب شهادة التعليم الأساسي في مدينة الرقة امتحاناتهم النهائية اليوم السبت 21 حزيران 2025 داخل مدينتهم. ويعود هذا الانقطاع إلى توقف التعليم وتدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية.

معاناة لسنوات طويلة

اضطر الطلاب وأسرهم خلال الأعوام الماضية إلى السفر إلى محافظات أخرى لأداء الامتحانات، وذلك بسبب غياب المرافق التعليمية والأمان في الرقة. واعتمد العديد من الطلاب على الدروس الخصوصية لدراسة مناهج حكومة دمشق، مما شكّل عبئًا ماديًا ونفسيًا كبيرًا على الأهالي وأبنائهم. لم تقتصر المعاناة على تكاليف الدروس، بل شملت أيضًا مشقة السفر ومخاطره وطول المسافة، مما زاد من قلق الطلاب وأسرهم وأثر سلبًا على مستواهم الدراسي.

أجواء مريحة وطمأنينة كبيرة

مع بدء الامتحانات داخل الرقة، استعاد الأهالي شيئًا من الاستقرار. وأعرب السيد علي العلي (40 عامًا)، وهو ولي أمر طالب، لـ”سوريا 24” عن سعادته قائلًا: “نشعر بفرحة كبيرة واطمئنان لأن أبناءنا يؤدون امتحانات شهادة التعليم الأساسي داخل الرقة، مما يوفر عليهم مشقة السفر ومخاطره ويمنحنا راحة البال.” وأشاد الطالب عدي العلي بأجواء الامتحانات والتسهيلات المتوفرة، قائلًا: “كل شيء مهيّأ لنا، والقاعات مريحة ومجهّزة بشكل جيد، ما يساعدنا على التركيز وتقديم أفضل أداء.”

مراكز مؤهّلة واهتمام مستمر

أُجريت امتحانات شهادة التعليم الأساسي في 19 مركزًا امتحانيًا تضم 415 قاعة مجهّزة بالمستلزمات. وأكّد مسؤول من لجنة التربية والتعليم في الرقة أن الجهات المشرفة تعمل على تطوير البنية التعليمية، وتدريب الكوادر، وتوفير الموارد اللازمة بهدف استقرار العملية التعليمية ومساعدة الطلاب على النجاح والتفوّق.

دير الزور: 2,605 طلاب و12 مركزًا

في دير الزور، بدأت امتحانات شهادة التعليم الأساسي لـ2,605 طلاب وطالبات، موزّعين على 12 مركزًا امتحانيًا. وتغطي المراكز القرى السبع الممتدة بين الجنينة ومحيميدة بريف دير الزور، وهي المناطق الخاضعة لسيطرة قوات “قسد”.

بداية واعدة للتعافي

يمثّل إجراء امتحانات شهادة التعليم الأساسي داخل الرقة ودير الزور نقطة تحوّل كبيرة، تشير إلى بدء تعافي العملية التعليمية بعد سنوات من التوقّف والمعاناة. كما يمنح الطلاب والأهالي أملًا بمستقبل تعليمي مستدام، ويعزّز الاستقرار والنمو في قطاع التعليم بالمناطق التي شهدت ظروفًا صعبة لسنوات طويلة.

مشاركة المقال: